الحوار الثقافي
Volume 5, Numéro 2, Pages 55-61
2016-09-15

آليات الفكر المعتزلي لقراءة النص الديني بين القديم والحديث

الكاتب : حليمة خلوات .

الملخص

إن الإنسان منذ وجوده الأول في الكون كان يرى كل شيء حوله من أرض تقله وسماء تظل تسير على نظام وقانون محكم، فحيرته تمظهراته المتعددة ووقائعه المختلفة، فأشركته معها،وأصبح يسائلها ويحاورها لعلها تتكلم، لتفصح عن ذاتها،فدخل عليها من باب الحس والعقل رغبة في إشباع فضوله وهاجسه النفسي المسيطر على كيانه،محاولا بناء صرح معرفي بمثابة الأوليات التي يرتكز عليها في حياته، فصال وجال في الكون بتأملاته الفلسفية واستدلالاته العقلية،فتنبه إلى أن هناك وحدة تشترك فيها الأشياء الموجودة في العالم،وهي أساس النظام الذي تنعدم معه الصدفة،فدفعه ذلك إلى السؤال عن العلة وراء هذا النظام،إلى أن آمن بوجود قوة خفية لا تدركها الأبصار ولا تطالها الأذهان هي التي تحكم هذه الظواهر وتسيِر الوقائع، انطلاقا من قناعته بقصور قدرته عن إحكام هذا النظام فتذرع في البداية بشرائع ومعتقدات من وضعه لتفسير هذه الألغاز الكونية والإجابة عن التساؤلات الوجودية وذلك بتقديسه لبعض عناصر الطبيعة أو تأليه وعبادة الظواهر الكونية،فكانت له من هذه القوة الخفية رسائل دينية تُثَبِت إيمانه وتُصحح معتقداته بعد رحلة طويلة أظناه فيها القلق المعرفي،والعطش اليقيني لتطمئن قلبه وتُريح باله.

الكلمات المفتاحية

النص الديني، الفكر المعتزلي، قراءة النص الديني