أبوليوس
Volume 6, Numéro 2, Pages 10-23
2019-06-30

الإيهام بصدق المُحالات السردية

الكاتب : إبراهيم عبد الله .

الملخص

لعلّ الرواية، من دون سواها من الأنواع الأدبية، لها الكفاءة في استيعاب التجارب الإنسانية المختلفة، وتمثيل الهويات المتباينة، وعبور الحدود الثقافية من غير خوف أن تتعرّض للإعاقة في مسعاها، فطابع المرونة في مبناها، وفّر لها القدرة على ذلك، فالرواية تلبس لبوس مرجعياتها الثقافية، لذلك صارت قابلة للمتغيرات، وما ثبت شكلها على حال، وتعدّدت قضاياها، وتنوّعت وظائفها، وبمرور الوقت، طوّرت قابلية في تنويع أساليبها، وأشكالها. ثم أنها دفعت بنفسها إلى ما هو أكثر من ذلك، حينما حملت معها الهويات الثقافية للأمم، وقامت بتمثيل الأحوال الاجتماعية. وما اكتفت بذلك، بل أخذت في حسبانها مساءلة العوالم التي ظهرت فيها، بما في ذلك الأنظمة الاجتماعية والأخلاقية. وتخطّت الرواية وظيفة التصوير إلى التمثيل الذي يستجمع شذرات من الأحداث، ولا يعكس واقعا صرفا، فيتولّى تركيبها بما يفصح عن أحوالها. وعلى الرغم من ذلك، فلا ينبغي تصديق الخدع التي يرميها الروائيون في تضاعيف رواياتهم، فهي لا تتوخّى قول الحقيقة القائمة في العالم المرجعي، إنما تعميق الإيهام بصدق وقائع سردية وليس وقائع تاريخية، وتلك من الوظائف الأساسية التي يقوم بها السرد في تركيب المادة الحكائية، وربطها بالعالم المرجعي، واستدراج القارئ إلى التصديق بها.

الكلمات المفتاحية

الكلمات المفتاحية: الرواية، الإيهام، الهويات الثقافية، التمثيل، المرجع، الصّدق.