المداد
Volume 1, Numéro 1, Pages 183-197
2013-06-15

إشكاليةُ الضَّعْف اللغوي في المدرسةِ الجزائريّة – قراءة نقديّة للواقع التّعليمي

الكاتب : هشام سعد الدين .

الملخص

لا ينكر أحد الجهود التي تبذل من قبل المشرفين على التربية والتعليم في الجزائر ،في سبيل النهوض بالمناهج التعليمية ،والعمل على تطويرها بين فترة زمنية وأخرى،لتواكب التحولات المتسارعة التي تشهدها المدرسة الغربية في مجالات علوم الديداكتيك والتعليميات ،وذلك من خلال استتثمار الخبرات الوطنية ،والاستفادة من التجارب التعليمية العربية والأجنبية الناجحة،كل هذه المساعي تعكس الوعي السياسي والبيداغوجي الذي توليه بلادنا لأهمية اكتساب المدرسين لموضوع التعليميات تنظيرا وممارسة ،لأن ذلك يسهم دون شك في ترقية الأداء التربوي والعلمي للمعلم والمتعلم على حد السواء. ولكن بالرغم من ازدياد الاهتمام في مدارسنا بتعليمية اللغة العربية ،وبمختلف الأنشطة التعليمية المندرجة ضمنها (قراءة،تعبير،قواعد،بلاغة...)،وبالرغم من كثرة المؤتمرات والملتقيات والدورات التكوينية التي سخرتها وزارة التربية الوطنية لهذا المسعى ،إيمانا منها بأن خدمة اللغة العربية واجب قومي ،وديني يدخل في صميم مسؤولياتها الوطنية في مجال التربية ،فخدمة العربية والنهوض بها هي خدمة للأجيال والمجتمع بكامله ،والارتقاء باللغة هو ارتقاء بحياة الأمة وبفكرها...ورغم كل ذلك فالنتائج المسجلة ليست في مستوى هذه الجهود ،وغير متكافئة مع الأهداف المسطرة لتعليم اللغة العربية في مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي إذ أن مستوى الكثير من الطلاب في اللغة العربية ضعيف ،لا يمَكّنهم من فهم التراث ،ولا يسمح لهم من اتقان المهارات اللغوية في التواصل مشافهة وكتابة ،بل حتى الطلاب الذين انتقلوا إلى الجامعة ولم يتطور مستواهم اللغوي عما كان قبل ذلك،فكثيرا ما نندهش حين نرى الضحالة الفكرية التي تطبع كتابات الطلبة وكلامهم،والفوضى التعبيرية التي تترجم هذه الضحالة،والاضطراب في التنظيم والعجز البين في توظيف المفردات والصيغ والتراكيب توظيفا سليما ،مما يؤشر بجهل واضح بأساليب اللغة وخصائصها وقواعدها،يضاف إلى ذلك الضعف الملحوظ في القواعد النحوية والصرفية والإملائية،فالكثير من الطلبة يعجز عن إنشاء فقرة سليمة واضحة المعنى ،متماسكة العناصر.هذه بعض ملامح الإشكالية التي يعانيها الواقع التعليمي في مدارسنا،والتي تحاول هذه المداخلة تحليل بعض جوانبها للوقوف على الأسباب التي أدت إليها سواء كانت هذه الأسباب داخلية نابعة من رحم المدرسة مرجعها إلى المعلم أو المنهاج الدراسي أو تدابير المتابعة والتقويم،أو كانت خارجية تتعلق بالمناخ العام الإجتماعي والثقافي والسياسي المحيط بالمدرسة،أو مردها إلى تلك الأسباب مجتمعة أو مفترقة .بعد ذلك نعرج على مظاهر الضعف وصولا إلى بعض جهود الدولة والهيئات في ترقية اللغة العربية.ثم بعد تطرح الحلول المقترحة للمشكلات المثارة ،والتصورات العلاجية لأشكال الضعف اللغوي استنادا إلى المعرفة العلمية والخبرة الميدانية

الكلمات المفتاحية

اشكالية . الضعف اللغوي . المدرسة الجزائرية