دفاتر المخبر
Volume 1, Numéro 1, Pages 149-170
2005-12-01

التربية والديمقراطية: وسيلة أم غاية للعولمة؟

الكاتب : فاتح عمارة .

الملخص

مما لا شك فيه أن صورة الديمقراطية التي تعرفها العالم بأسره اليوم من تبيان واختلاف ممارستها كان حصيلة استغرق أكثر من قرنين، وقد كان هذا التطور حافلا بالصراعات السياسية والاجتماعية والفكرية كمحاولة لتحديد السلطة وطريقة الوصول إليها من خلال البحث عن النظام والأسلوب الأمثل لتسيير أحوالها ولزرع الاستقرار والتوازن ونبذ الصراع والعنف في المجتمع وشهدت ثورات كبيرة حتى استقرت صورة الديمقراطية في شكلها الأخير الذي نعرفه الآن. إن مفهوم الديمقراطية عرف تطورا تاريخيا متماشيا مع الصراعات الاجتماعية ليس من أجل الاستحواذ على سلطة القرار لأغراض اقتصادية ولكن أيضا من أجل ترسيخ نظم تربوية وثقافية فما يلاحظ اليوم أن التربية والديمقراطية هما في آن واحد وسيلة وغاية لتكريس النظام الرأس مالي وهيمنته على أرجاء العالم. يبدو أن هذين المفهومين (الديمقراطية والتربية) هما في خدمة ظاهرة جديدة قديمة ألا وهي العولمة جديد في المظهر الحالي ولكن قديمة إذا استدرجناها ضمن منطق السيرورة التاريخية في الفكر الاقتصادي الرأسمالي. فالديمقراطية إذن مفهوم تاريخي اتخذ (عبر تطور المجتمعات وتعدد الثقافات) صورا وتطبيقات متباينة فمضمونها يتغير الثقافات. إن هذا الاختلاف والتباين في مفهوم الديمقراطية وتعدد أشكاله في الغرب يهدف في الأساس إلى تحقيق سيادة الشعب وضمان الحرية والمساواة لكل أفراد المجتمع، فإذا كانت هذه الديمقراطية الغربية، فماذا عنها في دول العالم الثالث؟ وفي الجزائر بالخصوص؟ وماذا عن صلتها بالتربية؟ ودور كل من الديمقراطية والتربية في العولمة المملاة من طرف الفكر الرأس مالي الغربي الذي يحاول أن يطبقها حاليا بالقوة.

الكلمات المفتاحية

التربية - الديمقراطية - العولمة