الناصرية
Volume 5, Numéro 1, Pages 121-140
2014-06-01

ظاهرة العنف وجدلية التسامح

الكاتب : حليمة خلوات .

الملخص

يسعى الإنسان من خلال وجوده مع الآخر إلى تأسيس الأخلاق والأنظمة والعقائد لتنظيم سلوكياته داخل الحياة في الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيسن القوانين ويبث قيم العدل والحق من أجل ضمان استمرارها، فكل شيء يفعله ويفتعله من أجل الحياة التي لا وجود لكينونة الإنسان خارج صيرورتها، إنها –أقصد الحياة- الوجود الذي يرغم الإنسان على افتعال وتجريب كل ما يظهر له لخلق فرص جديدة. واليوم بعد مرور كل هذه التواريخ الزمنية من مراحلها الزاحفة إلى المستقبل المجهول اكتشف الإنسان أنه فقد الكثير من إنسانيته الآخذة في التدهور من جراء منظوماته الفكرية التي اعتقد أنه سيستفتح بها آفاق جديدة، ولكنه وجد نفسه يحاول القضاء عليها من خلال منظوماته التدميرية وسلطته الشمولية، وهو ما يعبر عن اختلال توازن رؤيته إلى كيفية العيش التي تستلزمها هذه الحياة، فبدأ يفتش عن آمال جديدة للإنسان الذي يعاني ويلات العنف والتفقير والتجهيل والاستلاب والاغتراب باعتبار أن هذا الأمل «ليس انتظارا سلبيا كما أنه ليس إرغاما غير واقعي للظروف التي يمكن أن تحدث وهو أشبه بالنمر الرابض والذي لا يثب إلا عندما تحين لحظة الوثوب فلا النزعة الإصلاحية ولا النزعة المغامرة شبه المتطرفة هي تعبير عن الأمل المتبدلة فإن الأمل يعني أن نكون مستعدين في كل لحظة لذلك الذي لم يولد بعد ومع هذه لا نصبح يائسين إذا لم يوجد أي تولد له إبان حياتنا

الكلمات المفتاحية

الانسان؛ العنف؛ التسامح؛ التعايش؛ الحوار