LANCOMNET
Volume 1, Numéro 1, Pages 22-26
2014-02-01

الفايسبوك بين العمى الاجتماعي و فرص للتجدد مقاربة سسيوسيكولوجية لفهم الواقع..

الكاتب : وهيبة مهيدة .

الملخص

إن الناظر لتاريخ البشرية نظرة عمودية لا يصدق ما يحدث في مجال تطور تكنولوجيا الاتصال في السنوات الأخيرة..فمن الزمجرة و الهمهمة و الصراخ مرورا بقرع الطبول و إشعال النيران كوسائل للاتصال قبل اكتشاف اللغة و الكتابة ثم الطباعة قبل ظهور البوادر الأولى للثورة الصناعية في أروبا التي كانت فاتحة عصر الاكتشافات الذي لم يعرف نهايته بعد فبعد ظهور الراديو ثم التلفزيون و الذي عرف هو الآخر تطورات متلاحقة في شكله كما في محتواه و تقنيات بثه فتعددت الفضائيات بفعل الهوائيات المقعرة و في لمح البصر و بسرعة جنونية قربت هده الوسائل الجديدة بين القارات و صار العالم على حد تعبير مارشال ماكلوهان قرية صغيرة تربطها الأسلاك و تواترت بعد ذلك الاكتشافات من ألعاب الفيديو و غيرها و أكثر من هذا فقد ظهرت أكثر هذه الوسائل ثورية ألا و هي الانترنت أو شبكة الشبكات ثم الجيل الثالث من الهواتف النقالة و التي استطاعت في وسيلة واحدة أن تختزل كل الوسائل التي سبقتها و تحل محلها في أكثر من استعمال أو وظيفة. إن وسائل الاتصال الحديثة قربت كل المسافات الحقيقية و المجازية فاختصرت على من هم في آخر الركب الوقت و جعلت الجميع من منتمين لعوالم أولى و ثانية و ثالثة مصطفين أمام نفس خط الانطلاق غير أن المتغير الوحيد هو انفراد كل واحد من هذه العوالم بخصوصيات أنثربولوجية و موروثات ثقافية و منظومات قيم تميزه عن غيره و إن كانت نفخة التكنولوجيا هي نفسها على الجميع فان استعداداتهم النفسية و الثقافية قد تصنع الفرق في آثار هذه التكنولوجيا و ما تؤدي إليه من ممارسات ثقافية حديثة قد تجعل البعض أكثر هشاشة من البعض الآخر أمام قوتها.. وفي غمرة كل هذه التحولات أين نحن؟ أين هو تواصلنا الحقيقي المباشر و ما الذي حدث ليجعلنا في حالات الانطواء أو التوحد على حد التعبير النفسي , لا نرى غير ذواتنا –ميولاتنا – و لا نسمع غير أصواتنا.ان الشبكات الاجتماعية كالفايسبوك و تويتر أدخلتنا بعدا اتصاليا جديدا اختصرت علينا كل المسافات الحقيقية و المجازية و أهدتنا فرصا للتواصل لم تكن ممكنة لكن ما الذي يجعلها تستحوذ على اهتماماتنا بهذا الشكل؟

الكلمات المفتاحية

الفايسبوك، العمى الاجتماعي، فرص التجدد، سسيوسيكولوجية فهم الواقع