قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 7, Numéro 1, Pages 47-58
2019-01-03

هجرات الموريسكيين إلى الجزائر ومساهمتهم في مواجهة المد الإيبيري في حوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرن السادس عشر الميلادي

الكاتب : عبد القادر مرجاني .

الملخص

بسقوط آخر معاقل الإسلام بأقصى جنوب غرب أوروبا غرناطة بني الأحمر(897هـ/1492م) انتهى الحكم الإسلامي هناك، فانتهج الإسبان سياسة متابعة المسلمين الباقين بالأندلس وتعقب المهاجرين الفارين إلى دول شمال إفريقيا وهو ما عرف بالريكونكيستا (حركة الاسترداد) ، وذلك للحيلولة دون قيامهم بالجهاد البحري انتقامًا لما تعرضوا له، وقد أسفرت هذه السياسة عن استيلاء الإسبان على العديد من المراكز بالسواحل الجزائرية، ففرضوا سيطرتهم على المرسى الكبير(1505) و وهران (1509م) ومستغانم (1511) وهنين (1512). إلا أن هجرات الأندلسيين على بلاد المغرب عادت على سكانه بالنفع في شتى المجلات ومناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية منها، فاندمج الوافدون مع السكان المحليون واستطاعوا الوقوف معهم ضد الحملات الصليبية والهجمات المتكررة على السواحل، وهو ما حدث في الجزائر عندما تم رد حملة سنة 1519م بقيادة ملك الصقليتين "هيغو دي موندادي" (Hugo De Mondadé) في أربعين سفينة، وهجوم الإمبراطور شارلكان نفسه سنة 1541م في غزوة صليبية كبرى، وحملة الصدر الأعظم سنان باشا سنة 1573 في تونس لطرد الإسبانيين منها وإخراجهم من مرسى حلق الوادي وحصن البستيون. وبذلك استطاع الجزائريون وبمساعدة الموريسكيون أن يصدوا العديد من الهجمات الشرسة للإسبان، وتوطيد دعائم الدولة الجزائرية الحديثة في حوض البحر الأبيض المتوسط.

الكلمات المفتاحية

الجزائر/ الموريسكيون/ المد الإيبيري/ العثمانيون/ حوض البحر الأبيض المتوسط