المعيار
Volume 6, Numéro 2, Pages 24-32
2015-12-31

الإرشاد والتوجيه في المدرسة الجزائرية بين الراهن والمأمول

الكاتب : مصابيح محمد .

الملخص

يتعلق التوجيه والإرشاد عموما بالحياة الانفعالية للفرد مع جميع جوانب شخصيته، الجسمية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية والأسرية، والتربوية والمهنية، ويضطلع بتقديم والحلول والمساعدة للفرد في أن يفهم ويعي ذاته أولا وقبل كل شيء، ثم بيئته ومحيطه الاجتماعي ثانيا، وذلك ليوقظ لديه الدافع والقدرة لأن يعمل شيئا ذا قيمة لنفسه وبنفسه، ويحقق ذاته وفق ما يتاح لديه من الفرص. ولئن كان التوجيه والإرشاد النفسي يشمل كل مناحي الحياة الإنسانية، لجر المريض نحو السوي من أجل دمجه والرفع من قدراته، فإننا في مجال التربية والتعليم إليه أحوج، ذلك لأن مهمة المدرسة والمؤسسة العلمية هي صناعة الإنسان الإيجابي، ولا سبيل لبلوغ ذلك الوطر ما لم نفهم النفس البشرية، ونعالج مكامن الأمراض فيها، ومن هنا نؤكد أن مهمة الإرشاد والتوجيه قديمة قدم التربية الإنسانية، إلا أنها حاليا قد تطورت واكتسبت صفة العلمية، وهي إلى التعقيد وتقاطع المجالات المعرفية أقرب منها إلى الوضوح والبساطة، وهو الأمر الذي صعب من مهام المربين والباحثين في مجال التربية والتعليم. حيث بدأ التوجيه والإرشاد بمرحلة التوجيه المهني أولا، ثم التوجيه المدرسي حيث امتدت برامج التوجيه والإرشاد لتشمل المجالات التربوية، وقد ظهرت مرحلة علم النفس الإرشادي والذي يركز على الصحة النفسية والنمو النفسي. وفي السبعينيات اضطلع التوجيه والإرشاد النفسي بعملية اتخاذ القرار بهدف التقليل من قلق الطلاب، ثم تطور المفهوم بعد ذلك وأصبحت الاتجاهات نحو برامج التوجيه والإرشاد النفسي أكثر ايجابية وأخذ مكانته كعلم معترف به.

الكلمات المفتاحية

الإرشاد، التوجيه، المدرسة الجزائرية، الراهن، المأمول