جسور المعرفة
Volume 4, Numéro 2, Pages 170-185
2018-06-10

الاستفهام في سورة يوسف -دراسة لسانية تداولية -

الكاتب : مزواغي أحمد .

الملخص

الملخص: حـــــــاولت في هذا المقال الموسوم بالاستفهام في سورة يوسف ـ دراسة لسانية تداوليــــــة ـ أن أعالج مفهوم الاستفهام لغة واصطلاحا و التعرف على نوعيه الحقيقي و المجازي وأهميته التبليغــــــــية والحجاجــــــــــــية في العملية التواصلية و أثره الاقناعي. الاستفهام لغة: طلب الفهم، و في الاصطلاح يعني: الاستخبار عن الشيئ.و قد يكون المستفهم عالما به، وإنما يريد معان أخرى يحددها السياق، تعبر عن الحالة النفسية و الشعورية للمستفهم. وتسمى هذه المعاني في علم البلاغة أغراضا بلاغية، و من هذا المنطق حدد علماء البلاغة الاستفهام لمعناه الحقيقي و غير الحقيقي (المجازي). فأما الاستفهام الحقيقي يرد على ما استعمل له في الاصل و هو الاستفـــــسار و طلب الفهم و معرفة المجهول. وأما الاستفهام المجازي هو الذي يخرج عن حقيقته إلى أغراض بلاغية مختلفة يحددها السياق، وهو الذي تـــهتم به البلاغة العربية عموما والبلاغة القرانية خصوصا بغرض المحاججة و الاقناع. ولعلّ الاستفهام بنوعيه الحقيقي و المجازي كان حاضرا في سورة يوسف، و شكل أهمية بالغة في العملـــــــــية التواصلية التبليغية ببناء حلقة الحوار بين شخصيات قصتها سواء ما دار بين يوسف- عليه السلام ـ و اخوتـــــــه أو بنيه و بين السجينين .أو ما دار بين يعقوب ـ عليه السلام ـ و أبنائه، أو ما دار بين اخوة يوسف مع بعضهم البعض. فالاستفهام الحقيقي في سورة يوسف هو ما كان بغرض الاستفسار كالســـؤال الذي وجهه الملك للنسوة بخصوص حادثة المراودة{    •   }فالغرض منه الاستفسار و فهم تفاصيل القضية. أما الاستفهام المجازي في سورة يوسف على اختلاف أغراضه البلاغية ـ سواء كان تقريرا أو انكارا، عتابــــــا أو توبيخا، تنبيها أو تذكيراـ هو الأهم في هذه الدراسة كونه يشكل بيت القصيد في العملية الحوارية الإقناعية كاستفهام يوسف ـ عليه السلام ـ للسجينين:{           }؟ غرضه التقرير واثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى.وتنزيهه عن الشرك. الاستفهام ـ إذن ـ من الأساليب الانشائية الطلبية ذات الأهمية البالغة في عمليتي الحـــــوار والاقــــناع؛ اذ لا يــــــــمكن للمرسل أو القائم بالاتصال بأي حال من الأح وال الاستغناء عنه في العملية التواصـــــــــــــلية و التبليغية، فهو وقود الحوار وبه تتسع رقعته بين الطرفين المتحاورين أو الأطراف المتحاورة، فكلما زادت رقعة الحوار اتساعا زادت و اتسعت مساحة الحجاج، وارتفعت نسبة الإقناع فيها.

الكلمات المفتاحية

البلاغة ; الاستفهام ; التبليغ ; الحجاج ; الإقناع ; الت ; اصل