مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 5, Numéro 7, Pages 305-328
2009-06-01

الحكومة الالكترونية وسبل تطبيقها :مدخل استراتيجي

الكاتب : سحر قدوري الرفاعي .

الملخص

‏ يعتقد كثيرون إن مفاهيم الحكومة الالكترونية وبداياتها نشأت مع انتشار الانترنت في ‏منتصف التسعينيات. إلا إن الأصح القول ان تاريخ التطبيقات الحكومية يعود الى عقود ‏قبل ذلك، وان تحول التطبيقات الحكومية إلى تطبيقات أطلق عليها الحكومة الالكترونية ‏حدث تكنولوجياً مع بدء انتشار الانترنت ومفاهيم التجارة الالكترونية. ومن المهم أيضا ‏التنويه بان التطبيقات الحكومية التقليدية كان هدفها الأول رفع الكفاءة الداخلية للمؤسسة، ‏اما الحكومة الالكترونية فتركز على خدمة المواطن. وتتسابق حكومات دول العالم في إٌقامة ‏الحكومة الإلكترونية أو الحكومة الرقمية. ففي كل منطقة من مناطق العالم من الدول النامية ‏إلى الدول الصناعية المتقدمة، تضع الحكومات المحلية بها المعلومات الحرجة على الخط ‏المباشر، وتستخدم الحواسيب لتبسيط العمليات التي كانت معقدة من قبل وتتفاعل ‏إلكترونياً مع مواطنيها الحماس الذي يصاحب هذا التوجه يأتي جزئياً من الاعتقاد أن التكنولوجيا الحديثة تحول ‏الشكل السلبي الغالب في الحكومة الفعلية إلى الشكل النشط الإيجابي والتفاعلي مع المواطنين ‏ومؤسسات الأعمال. ففي كثير من المجتمعات، يرى كثير من المواطنين أن حكوماتهم لا ‏تستجيب لحاجاتهم الملحة بالقدر الكافي، وأن انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ‏الحديثة ساهمت في تغيير النمط التقليدي للحكومة في توفير ووضع الخدمات المتعلقة أمام ‏المواطنين. والتعريف المنتشر للحكومة الإلكترونية أو الرقمية يتمثل في استخدام تكنولوجيا ‏المعلومات والاتصالات لمساندة فعالية الخدمات الحكومية وتعاملها مع المواطنين بطريقة ‏أحسن وأسهل، والسماح بالوصول الى قدر أعظم من المعلومات، وجعل الحكومة ذاتها ‏أكثر استجابة لرغبات المواطنين. وقد تتضمن الحكومة الإلكترونية إتاحة الخدمات عبر ‏شبكة الإنترنت، والتليفون، ومراكز الاتصال، والأدوات اللاسلكية أو نظم الاتصال ‏الأخرى المتوافرة. ‏ ‏ إلا أننا يجب أن نلاحظ أن الحكومة الإلكترونية ليست بديلاً أو اختصاراً للتنمية ‏الاقتصادية وتوفير الموارد المالية والحكومة الكفؤة، كما أنها ليست حدثاً مفرداً قد يحدث فوراً ‏وإلى الأبد الوضع الحكومي الراهن. فالملاحظ أن الحكومات العادية تلعب دوراً قيادياً هاماً ‏في تحسين المدى الذي يستفيد منه المواطنون ومؤسسات الأعمال في المجتمع من خلال ‏إتاحة الفرص التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة للمساعدة في تحويل ‏أنشطة الحكومة من الطرق والأساليب التقليدية ذات الطابع البيروقراطي الى خدمات ‏الحكومة الإلكترونية الديناميكية والتفاعلية، ولهذا التحول مظهر هام وتأثير قوي على ‏اجتياز كل المراحل الحرجة المرتبطة باقتصاد المعرفة الأوسع. ‏ ‏ ان دواعي الاهتمام بهذا الموضوع مركبة وتكاد تكون متعددة فميدان البحث على قدر ‏عالٍ من الاهمية مما يتطلب الخوض والدراسة فيه والتي تقتضي البحث والتحليل واستنباط ‏المؤشرات الأساس في الحكومة الالكترونية التي تحتل مكانة متقدمة ورئيسة في عملية البناء ‏المجتمعي في ظل التحديات الكبيرة والمتسارعة. من هذا المنطلق يحاول البحث تقديم تأطير ‏فكري وعلمي لإرساء أسس الحكومة الالكترونية وخاصة في العراق وتقديم بعض الاقتراحات ‏الخاصة بالسياسات والاستراتيجيات التي تضع أمام القطاع الحكومي والمسؤولين لإقامة ‏الحكومة الالكترونية. ويختم البحث بالتأكيد على ان الحكومة الالكترونية هي أساس ‏الإصلاح الاقتصادي والسياسي الناجح وان الدول التي أقامت أسس الحكومة الالكترونية ‏حققت نتائج تنموية ممتازة. واتخذ البحث الهيكلية التالية في تقديم أفكاره تمثلت بالمحور ‏الأول الذي تناول منهجية البحث، والمحور الثاني قدم الإطار النظري، اما المحور الثالث فاخذ ‏على عاتقه تقديم بعض الدراسات والتجارب المتعلقة بتطبيق الحكومة الالكترونية، ثم المحور ‏الرابع فشمل الاستنتاجات والتوصيات. ‏

الكلمات المفتاحية

الحكومة الالكترونية ‏