مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 5, Numéro 6, Pages 95-120
2009-01-01

أثر قواعد المنشأ على التجارة الخارجية لدول شمال إفريقيا

الكاتب : وهيبة بن داودية .

الملخص

تعتبر قواعد المنشأ من الركائز الأساسية والبالغة الأهمية في الأعمال الجمركية وتزداد أهميتها ‏بازدياد الاتفاقيات الاقتصادية التي تبرمها الدولة مع باقي الدول أو مع الاتحادات الجمركية.‏ وتعمل الدول على فرض قيود مختلفة على دخول السلع الشبيهة أو المماثلة الأجنبية إلى ‏السوق الوطنية، كإجراء لحماية السلعة الوطنية من المنافسة الخارجية، وهي لذلك تفرض ‏أنواعا مختلفة من القيود، منها ما يؤدي إلى منع دخول السلع إلا وفق شروط محددة، ومنها ‏ما يؤدي إلى عرقلة دخول تلك السلع بسبب الإجراءات الإدارية والعمال الروتينية، التي ‏تجعل المورد الأجنبي يصرف النظر عن تصدير إلى الدولة التي ترسخ تلك القيود والإجراءات ‏وبالتالي نحن أمام نوعين من القيود:‏ النوع الأول:يمثل القيود الجمركية المفروضة على السلع المستوردة في المنافذ الجمركية،أما النوع ‏الثاني: فمن خلال القيود الكمية والقيود الإدارية التي ترافق إجراءات العمليات التجارية، ‏وهذا النوع يستخدم عادة لحماية السلع والصناعات الوطنية غير القادرة على المنافسة في ‏الأسواق الدولية، وللتحايل على نصوص الاتفاقيات الدولية التي تدعو جميعا إلى تبسيط ‏وتسهيل التجارة الدولية.‏ وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوع ثالث:من القيود ويتعلق بإجراءات إثبات المنشأ الوطني ‏للسلعة، ويستخدم في غالب الأحيان كقيد على حرية التجارة.‏ وبهدف تسهيل وتبسيط الإجراءات التجارية وتحقيق الكفاءة في التجارة على المستوى ‏الدولي، وبغية الحد من النزاعات والخلافات الناجمة في سياق التجارة بين الدول بسبب المنشأ ‏الوطني للسلعة.تبذل الجهود على المستوى الدولي نحو ترسيخ قواعد وأسس تجارية وفق ‏معايير معينة متفق عليها، الغاية منها زيادة الاتساق والتنميط والتبسيط في مجال الإجراءات ‏التجارية وتبادل السلع.وإيجاد معايير ملائمة ومشتركة على مستوى العالم، في سبيل تحقيق ‏تبادل المنافع بشكل متوازن ومعقول.‏ وتنبع أهمية الدراسة في:‏ ‏-‏ باتت مسالة قواعد المنشأ تكتسي أهمية بالغة خاصة في السنوات الأخيرة إذ أنها ‏أصبحت أحد مرتكزات النظام التجاري الدولي الأساسية، ويعود السبب في ذلك إلى تعقد ‏وتشابك العلاقات التجارية الدولية بشكل كبير جدا، لدرجة أصبحت معها إحدى ‏الاتفاقيات الأساسية في إطار منظمة التجارة العالمية، أو في إطار الاتفاقات التجارية الدولية ‏متعددة الأطراف أو الثنائية، أو بين أي مجموعة من الدول في أي مستوى تكاملي فيما ‏بينها.‏ ‏-‏ تعتبر قواعد المنشأ من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء ارتفاع التكاليف الادارية ‏وتكاليف المعاملات وتقوية الاندماج التجاري والاقتصادي بين دول شمال إفريقيا.‏ وينقسم هدف الدراسة إلى هدفين أساسيين هما:‏ ‏-‏ توضيح بعض المصطلحات الأساسية المتعلقة بقواعد المنشأ، بالإضافة إلى إبراز الأثر ‏الذي تحدثه هذه الأخيرة في العلاقات التجارية الدولية، ومن ثم تبيان إمكانية قيام قواعد ‏منشأ موحدة على مستوى العالم.‏ ‏-‏ تبيان أثر قواعد المنشأ على التجارة الخارجية لدول شمال إفريقيا، وذلك سعيا إلى ‏التعرف على مدى إفادة قواعد المنشأ لاقتصادات هذه الدول أو عكس ذلك إعاقتها لها، ‏في محاولة لتقديم بعض الاقتراحات التي قد تساهم في إيجاد تدابير أمثل لقواعد المنشأ لمواجهة ‏الرهانات والتحديات التي تطرحها هذه القواعد أو الأدوات أمام اقتصاديات دول شمال ‏إفريقيا.‏ وتتمثل فرضيات البحث في:‏ ‏-‏ ‏ لقواعد المنشأ أهمية كبيرة في العلاقات التجارية الدولية.‏ ‏-‏ لقواعد المنشأ التي يتم التفاوض بشأنها في إطار منظمة التجارة العالمية دور جوهري ‏في تنشيط التجارة الدولية.‏ ‏-‏ تعد المعايير المستخدمة لإثبات المنشأ الوطني للسلعة كافية وليس هناك حاجة ‏لابتكار معايير جديدة.‏ ‏-‏ هناك إمكانية لإيجاد قواعد منشأ موحدة ومنسقة على مستوى العالم.‏ ‏-‏ ‏ تعتبر قواعد المنشأ من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع التكاليف الادارية ‏وتكاليف المعاملات في دول شمال إفريقيا فهي تمثل عائقا أمام زيادة المبادلات التجارية ‏لدول شمال إفريقيا في إطار الاتفاقات التجارية الإقليمية.‏ في هذا الإطار تم تقسيم هذا البحث إلى أربع محاور:حيث سنقوم في المحور الأول ‏بالتعرف على مفهوم قواعد المنشأ وعن دور هذه الأخيرة في تنظيم وتحرير التجارة الدولية،أما ‏في المحور الثاني فسوف نتطرق إلى أهمية قواعد المنشأ بالنسبة لدول شمال إفريقيا سعيا إلى ‏التعرف على مدة إفادة قواعد المنشأ لاقتصادات هذه الدول أو العكس من ذلك إعاقتها لها، ‏وهذا ما سوف يقودنا إلى المحور الثالث أين سنسلط الضوء على أهم الرهانات التي تطرحها ‏هذه الأدوات وكذا التحديات التي تواجهها هذه الدول بغية الوصول إلى التدابير المثلى ‏لقواعد المنشأ باعتبارها أداة أساسية في السياسة التجارية. أما في المحور الرابع والأخير فقد ‏خصصناه لمسالة التعاون الدولي في سبيل تنسيق قواعد المنشأ

الكلمات المفتاحية

قواعد المنشأ