مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 4, Numéro 5, Pages 299-318
2008-01-01

إستراتيجيات وضع حواجز الدخول أمام تهديد المنافس المحتمل

الكاتب : مقدم عبيرات . محمد الأمين حساب .

الملخص

‏ تسعى الدول في إطار تحرير الاقتصاديات وعولمتها إلى فتح أسواقها وتحضير مناخ استثماري ‏مناسب لجلب مؤسسات جديدة مع تقديم مجموعة من المزايا للمستثمر، مما يدعو إلى العمل ‏في بيئة أساسها التنافس.‏ ‏ وبالرغم من أن هذا المسعى يعتبر كفرصة للمؤسسات الجديدة في استغلال المصادر ‏والثروات المختلفة وكذا زيادة الأرباح المستقبلية وتكوين علاقات وطيدة مع الموردين ‏والعملاء، إلا أنه يعتبر تهديد لمكانة المؤسسة القائمة في السوق، ويتمثل هذا التهديد في ‏فقدان الأرباح فوق عادية وهروب زبائنها وفقدان مكانتها التنافسية بسبب ظهور منتجات ‏وخدمات أكثر جودة وأقل سعر، مما يخلق قواعد جديدة ويغير من الوضعية التي تحتلها ‏أغلب المؤسسات بالسوق، وستجد المؤسسة نفسها أمام إشكالية الحفاظ على المزايا التي ‏كانت تتمتع بها من قبل، مع احتمال خروجها وتوقفها تماما، وذلك بسبب ضعفها مقارنة ‏بالمؤسسات الجديدة.‏ ‏ ومن أجل مواجهة هذه الوضعية لابد على أي مؤسسة اتخاذ استراتيجيات تهدف من ‏خلالها الحد من تهديد دخول منافسين جدد عن طريق وضع الحواجز بالسوق، وكذا اليقظة ‏الدائمة لمواجهة التغيرات التي تطرأ على المستوى العالمي والوطني، وعلى مستوى القطاع ‏والمؤسسة.‏ ‏ وبناءا على ما سبق يمكن أن نخلُص إلى إشكالية رئيسية تتمثل في السؤال التالي: ‏ ما هي الإستراتيجيات التي تتخذها المؤسسة في وضع الحواجز أمام دخول المنافس المحتمل في ‏السوق؟.‏ من خلال الإشكال الرئيسي الذي تم طرحه سنحاول توضيح ذلك بإشكاليات فرعية يمكن ‏صياغتها كما يلي:‏ ‏1.‏ ما المقصود بدخول منافس جديد في السوق، وكيف يمكن أن يشكل هذا الدخول ‏تهديدا للمؤسسات القائمة؟ ‏2.‏ ما مفهوم نظرية حواجز الدخول في السوق، وما هي المصادر الرئيسية لهذه الحواجز؟ ‏3.‏ ما العلاقة بين إستراتيجية المؤسسة وحواجز الدخول ؟ الفرضيات: قصد الإجابة على التساؤلات المطروحة تبنينا عدد من الفرضيات نحاول إبرازها ‏في النقاط التالية:‏ ‏1.‏ تمد البيئة الخارجية والداخلية المؤسسة فرصا ونقاط قوة في منع المنافس الجديد من ‏الدخول في السوق، وهذا بوضع أنواع مختلفة من الحواجز بفضل عوامل البيئة الخارجية ‏وبفضل إمكانيات المؤسسة الداخلية؛ ‏2.‏ تختلف درجة شدة حواجز الدخول باختلاف هياكل المنافسة بالسوق؛ ‏3.‏ تعتبر مزايا التكلفة النسبية وتمايز المنتجات والخدمات إضافة إلى اقتصاديات السلم ‏كمصادر رئيسية لحواجز الدخول؛ ‏4.‏ تعتمد المؤسسة في وضع الحواجز الرئيسية لمواجهة المنافس المحتمل على استراتيجية ‏التحكم في التكلفة واستراتيجية التمايز؛ أهداف الدراسة: تتجلى أهداف الدراسة في:‏ ‏1.‏ محاولة توضيح مفهوم تهديد المنافس المحتمل والتنبيه للخسائر والمخاطر التي يمكن أن ‏تنتج من جراء هذا التهديد؛ ‏2.‏ التأكيد على المحافظة الدائمة لمكانة المؤسسة التنافسية في السوق، مع عدم توقف ‏البحث عن مصادر ومزايا إضافية في مجال التكلفة والجودة قصد استعمالها كوسائل وقائية ‏ودفاعية أمام احتمال ظهور منافسين جدد؛ ‏3.‏ تقديم مجموعة من الأفكار لأصحاب المؤسسات والمسيرين حول مصادر الحواجز وطرق ‏وضعها مع تجسيد أهم الإستراتيجيات المتبعة في الحد من المؤسسات الراغبة في الدخول، ‏باستغلال إمكانيات المؤسسة الداخلية والخارجية. ‏ منهج الدراسة: من أجل تقديم مجموعة من المفاهيم والتحليلات حول حواجز الدخول ‏وعرض لمختلف مصادرها وأهم استراتيجيات وضع الحواجز اتبعنا المناهج التالية:‏ ‏1.‏ استخدام المنهج التحليلي والوصفي في إبراز الجانب النظري للبحث؛ ‏2.‏ اللجوء في الجانب التطبيقي إلى المنهج التحليلي والوصفي مع استغلال المنهج ‏الإحصائي في تقديم البيانات والأرقام باستخدام النسب المئوية والطرق الإحصائية الأخرى.‏ وللإجابة على الإشكاليات التي تم طرحها حاولنا تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاث محاور ‏رئيسية كالتالي:‏ اولا: نظرية حواجز الدخول في السوق.‏ ثانيا: مصادر حواجز الدخول في السوق.‏ ثالثا: الإستراتيجية وحواجز الدخول في السوق

الكلمات المفتاحية

الحواجز بالسوق