مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 2, Numéro 3, Pages 195-230
2005-12-01
الكاتب : يوسف ابوفارة . سمير أبو زنيد .
تتباين المنظمات الفندقية في المنهج الذي تتبناه في توجهها نحو أسواقها المستهدفة، فهناك منظمات فندقية تتوجه نحو الأسواق المحلية فقط، وأخرى تتبنى منهج التسويق الدولي، وهناك منظمات تتبنى منهج التسويق العالمي. وتتباين هذه المناهج عن بعضها في جوانب متعددة أهمها الجانب البيئي. إن نجاح استراتيجية الترويج يعتمد على قدرة المنظمة الفندقية في التعامل مع المتغيرات البيئية (المحلية والوطنية والإقليمية والدولية والعالمية). إن ترويج الخدمات الفندقية إلى السائح/الضيف المحتمل في دولة أو مجموعة دول خارجية لا يمكن أن ينجح دون مراعاة العناصر البيئية ذات العلاقة في الدولة/الدول موطن هذا السائح/الضيف المحتمل. إن رسم استراتيجية ترويجية ناجحة لخدمات المنظمة الفندقية التي تعمل في فضاء البيئة الفندقية بمستوياتها المختلفة يحتاج إلى إجراء تحليل دقيق لمكونات البيئة. إن نجاح استراتيجية الترويج يعتمد على صياغتها وتنفيذها في ضوء كل عنصر من عناصر البيئة، بحيث يجري إظهار المزايا التي تتميز بها خدمات المنظمة الفندقية بما يؤهلها لدخول الأسواق الفندقية بمستوياتها البيئية المختلفة والنجاح فيها والنمو والبقاء. إن انفتاح أعمال المنظمات الفندقية نحو البيئة الدولية والعالمية أدى إلى توجه كثير من الفنادق المستقلة للاندماج مع بعضها، إما لتنسيق أعمالها بصورة مشتركة وإما لتعمل بشكل قانوني جديد (فنادق سلسلة مثلا...). إن فرص المنظمات الفندقية تتزايد بزيادة انفتاح دول العالم على بعضها، إذ يتبع ذلك تحرير وزيادة حركة رؤوس الأموال بين الدول بحثا عن فرص استثمار أفضل، وكذلك تؤدي إلى زيادة حركة الأفراد بين الدول لأسباب كثيرة (ومن هذه الأسباب السياحة الدينية وسياحة الأعمال والسياحة الترفيهية وغيرها...). وحركة الأفراد هذه تعزز حجم الأسواق الفندقية المستهدفة والى زيادة مبيعات الخدمات الفندقية المتنوعة. ويشير (Dicken:1986:54) إلى أن تزايد انتشار منظمات الأعمال متعددة الجنسية وتزايد عمليات التصنيع والتجارة الخارجية أدت إلى زيادة كبيرة في أنشطة السفر، وهذا أدى إلى نمو ملحوظ في صناعة الفنادق لمواجهة الطلب المتزايد على خدمة الإيواء الفندقي والخدمات الفندقية المرتبطة بها. وقد أصبحت دول كثيرة وفقا لما يشير (Baki,1990:60) تشجع المنظمات الفندقية على زيادة استثماراتها في صناعة الفندقة وفي تطوير التسهيلات اللازمة للسائح/الضيف. وينبغي التفريق بين البيئة العالمية وبيئة العولمة، فهناك من ينظر إلى البيئة العالمية وبيئة العولمة على أنها تعبر عن نفس المفهوم، ووجهة النظر هذه يتبناها المروّجون لفكر العولمة، فهم يسعون إلى نشر منتجاتهم (سلع وخدمات...) في أرجاء العالم باعتماد فكر العولمة الاقتصادية، وأما أولئك الذين لا يؤمنون بأفكار العولمة فهم يسعون إلى نشر منتجاتهم باعتماد منهج التوجه العالمي أو منهج التوجه الدولي، دون ضرورة الإيمان بأفكار العولمة التي تجسد وتكرس - من وجهة نظرهم- المرحلة الحالية للرأسمالية العالمية. ويعتقد الباحثان أن البيئة العالمية أوسع وأكثر شمولية من بيئة العولمة، فبيئة العولمة هي مجرد حالة خاصة في البيئة العالمية. والعولمة وفقا لما يعرفها (زكي،8:2000) هي تصاعد البعد العالمي للأعمال على نحو يؤدي إلى تآكل الحدود الجغرافية والسيادية والى تزايد درجة الارتباط والتشابك بين اقتصاديات العالم المختلفة. وفكر العولمة الاقتصادية يسعى إلى إزالة العوائق والقيود التي تقف في طريق عبور السلع والخدمات ورؤوس الأموال والعمالة بين دول العالم المختلفة، وهي تؤدي إلى تحقيق مكاسب لبعض الدول على حساب دول أخرى. إن العولمة هي مرحلة من مراحل تطور الفكر الرأسمالي، وهي ظاهرة تترك أو تحاول أن تترك آثارها على كل عنصر من عناصر البيئة. فالأطراف التي تروّج لفكر العولمة تحاول أن "تعولم" كل عنصر من عناصر البيئة لتكوين اقتصاد معولم وسياسة معولمة وقوانين معولمة وثقافة "معولمة". كما تسعى إلى عولمة سلوك الزبون (السائح/الضيف)، وعولمة نظم الوساطة ونظم التوزيع والنظم المالية وعولمة الموارد البشرية وعولمة عمليات الإنتاج وعولمة نظم وتكنولوجيا المعلومات وعولمة العمليات التسويقية المختلفة. وهذه الدراسة لا تركز على تحليل وتشريح العولمة بمظاهرها الايجابية أو مظاهرها السلبية، إذ أن هناك دراسات كثيرة تتناول العولمة من منظور ايجابي أو سلبي، أو من المنظورين معا، والقضية ليست فقط أن العولمة هي مرحلة ايجابية أو سلبية من مراحل الاقتصاد العالمي، إن قضية أو مرحلة العولمة هي بيئة جديدة قائمة، ومن هنا كيف يمكن للصناعات المختلفة أن تواجه هذه المرحلة أو تعمل فيها بنجاح، وهذه الدراسة تعنى بصناعة الفنادق، وهي من الصناعات التي تتأثر بالبيئة العالمية والدولية أكثر من تأثرها بالبيئة الفندقية بمستوياتها المختلفة الأخرى، ويرجع ذلك إلى أن أغلب الفنادق بدرجاتها (تصنيفاتها) المختلفة تتوجه في أعمالها نحو أسواق دولية وعالمية تتجاوز الحدود المحلية. وتلعب استراتيجية الترويج دورا كبيرا وأساسيا في نجاح عمل المنظمة الفندقية في فضاء البيئة الفندقية. وينعكس اثر استراتيجية الترويج للخدمات الفندقية في الجوانب الايجابية المهمة التي تحققها صناعة الفنادق، ويؤكد (مقابلة،1995) على هذا الدور الذي تلعبه استراتيجية ترويج الخدمات الفندقية في تحقيق الأهداف الاقتصادية القومية، وهذا يؤثر في السياسة العامة لكثير من الدول بحيث أصبحت توجه اهتمامها نحو استقطاب وجذب السائح/الضيف من دول العالم المختلفة من خلال تقديم التسهيلات والحوافز التي تشجع إنشاء المشاريع السياحية والفندقية التي تساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية للدولة
استراتيجية الترويج
بعلي حمزة
.
بن جلول خالد
.
ص 13-34.
شيدخ عماد الدين
.
ص 117-135.
عمرون وداد
.
رقاد صليحة
.
ص 1154-1167.