الإشعاع
Volume 2, Numéro 5, Pages 107-125
2015-12-01

الترجمة والمثاقفة... بين هجرة الذات وتأصيل الآخر

الكاتب : محمد أمين دريس .

الملخص

يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على بعد ترجمي مهم يحكم كل عملية نقل، و لا يقل أهمية عن الأبعاد الأخرى وهو الذي نعني به المثاقفة (acculturation). تنتج المثاقفة (acculturation) عن احتكاك بين نصين ينتميان إلى لغتين/ثقافتين مختلفتين هما اللغة/الثقافة المنقول منها و اللغة/الثقافة المنقول إليها. و تكون النماذج الثقافية البدئيـــــــــــــــــــــة (Cultural Original Patterns) -التي تتسم بها المجموعة الإثنوغرافية الواحدة، و تعبر عن الثقافة الجمعية للأفراد المنتمين إليها باختلاف مكوناتها المادية و الحسية، و خصائصها و بدائلها و متغيراتها- عرضة للتأثير و التأثر، و التبدل و التحول بسبب الاتصال بالآخر (the other) المختلف و النهل من معينه. ذلك ما أسست له مختلف النظريات الترجمــــــــــــــــــــــــة (theories of translation) و توجهات أصحابها على اختلاف مشاربهم الفكرية في أنّ الغيرية (l’altérité-otherness) هي ما ينبغي أن يسترعي انتباه المترجمين عند الاشتغال على النصوص، و أنّ أي ترجمة إلاّ و يكون لها الأثر البالغ على الجمهور المستقبل لها، فهي بذلك تبرز إلى الوجود علائقية الأخذ و العطاء ضمن حيز بسيط هو النص المترجم. و قد حاولنا أن نبسط للقارئ ماهية المثاقفة (acculturation) و الأسس التي تقوم عليها من خلال أبرز النماذج الترجمية المستقاة من التاريخ الحافل بمثل هذه الأمثلة التي تمكنت -و بفضل الترجمة- من أن تصبح نماذج عالمية يحتفى بها في كل مكان و زمان.

الكلمات المفتاحية

الترجمة- المثاقفة- النماذج الثقافية البدئية- الغيرية- هجرة الذات- تأصيل الآخر.