افاق فكرية
Volume 5, Numéro 1, Pages 165-202
2017-01-08

قراءة أنثروبولوجية تحليلية لظاهرة الإقبال على العلاج بالرقية في الجزائر في ضوء التغير الاجتماعي

الكاتب : حامق محمـد .

الملخص

تشهد الجزائر حاليا انتشارا واسعا لأنماط العلاجات التقليدية على اختلاف ممارساتها، حيث بدأت نسبة الإقبال عليها في تزايد مستمر يوما بعد يوم من مختلف فئات المجتمع. الأمر الذي أصبح يشكل ظاهرة نفسية – اجتماعية ثقافية متماسكة بعد أن كانت خجولة وهامشية. مما جعلها تعتبر مصدر تحدي هام لكل أشكال الممارسات العلاجية الحديثة (الطبية والنفسية والعقلية) بوجه عام والممارسة النفسية بوجه خاص. تكفي نظرة سريعة في الواقع لتبين التطورات الملحوظة التي طرأت على هذه الممارسات من حيث ممارسيها ووسائلها والأماكن التي تمارس فيها. إذ عرفت قفزة نوعية كبيرة جدا فلم تعد مقتصرة على أئمة المساجد وطلبة الزوايا وشيوخها. بل أصبح لها ممارسين متخصصين ذوي مستويات علمية رفيعة ويتقاضون عليها مبالغ مالية تضاهي تلك التي يتقاضاها أطباء متخصصون. وهكذا أصبحت هذه الممارسات التقليدية تمارس في واقعنا بشكل عفوي منظم ولكن بصفة غير رسمية. حيث لا يكاد يخلو شارع ولا قرية إلا وتواجد فيها ممارس أو أكثر لها. وبهذا أصبحت تشكل توجها جماهيريا منافسا لكل الممارسات الحديثة وخاصة الممارسة النفسانية. والأعقد من ذلك كونها تقوم على العزو الميتافيزيقي ذو البعد الروحي الغيبي للأمراض النفسية والعقلية ومن ثمة طرق العلاج. وخاصة فيما يتعلق بقضايا السحر والمس الجني والعين. التي تلقى اقبالا واقتناعا كبيرا لدى قطاعات واسعة من الأوساط الشعبية. وهذا ما بات يشكل مسألة في غاية الخطورة والأهمية بالنسبة لواقع الممارسة النفسانية في الجزائر. وذلك باعتبار أن هذه الممارسات التقليدية تستمد شرعيتها في غالبيتها من الدين الإسلامي الذي يشكل المرجعية الرسمية للبلاد والأفراد، وهذا ما يزيد المسألة أكثر تعقيدا. ومن هنا يمكننا طرح الإشكاليات التالية: ما هي رهانات الممارسة النفسانية في ضوء تحديات الممارسات التقليدية في الجزائر؟ وما هو موقف النفساني الجزائري من هذه الممارسات وما تنطوي عليه من عزو ميتافيزيقي للأمراض النفسية وطرق علاجها؟ وما مدى انعكاس ذلك على مصير مهنته سواء على الصعيد التكويني أو التطبيقي؟.

الكلمات المفتاحية

الممارسات التقليدية، العزو الميتافيزيقي، المرض النفسي والعلاج