المجلة الجزائرية التربية والصحة النفسية
Volume 3, Numéro 2, Pages 44-61
2009-12-31

المشروع وأبعاده النظرية

الكاتب : لبنى زعرور .

الملخص

لقد اهتم الإنسان بكل الأشياء الغربية أو الغامضة وكان هذا الاهتمام من أهم أسباب تطور البشرية واساليب معيشتها وحتى تفكيرها. ولقد كان المستقبل ولا يزال واحد من أهم اهتماماته، فهو شيء غامض مثير للقلق وللتساؤلات، وهذا ما حمله على التطلع الدائم والبحث المشحون لمعرفة ما بعد اليوم أو الحاضر، ولقد توصل الإنسان الى العديد من الطرق والوسائل للكشف عن هذا المستقبل الاشباع فضوله وتخفيف مخاوفه ولو بصفة جزئية. ففي المجتمعات بدائية كان الكشف عن هذا المستقبل يتم بطرق تعكس طبيعتها وبساطة معيشتها كالتنجيم، السحر والتخيل وبتطور المجتمعات وتعقد نظم حياتها ازدادت تقنيات الكشف عن المستقبل تعقدا ودقة، وقد اكتساها طابع العصرية والعقلانية، وأصبح التنبؤ خاضعا للتخطيط الشيء الذي جعله مربوطة بالزمن والوسائل، الموارد وغيرها من المصطلحات التي أوجدت المشروع وجعلت منه ضرورة من ضروريات العصر. وبهذا تخلصت المجتمعات التكنولوجية من المكتوب والقدر اللذان يطبعان المجتمعات التقليدية التي "يتمسك أفرادها بالمعايير الثقافية الموروثة من الماضي. فمثل هذه المجتمعات موجودة لحد الآن ولها سلوكات تعاكس المشروع، أو وببساطة افرادها افراد بدون مشروع" (Boutinet, J.P., )، فهي متمسكة بالماضي وتعيش يوما بعد يوم دون القلق من المستقبل ولا التخطيط له والاستعداد لما قد يحمله هذا الأخير من تغيرات ومستجدات قد تخدمها أو لا، عكس المجتمعات التكنولوجية المشغولة بالفعالية، والتي تعمل- من أجل التحكم في الوقت والتحضير للمستقبل ليكون في خدمتها، وهذا ما فتح المجال للمبادرات والعمل من أجل الوصول إلى ما تصبوا إليه، وجعلها تتحدث أكثر فأكثر عن المشروع و تتبنى ثقافته و لمعرفة أكثر عن هذا الموضوع أبينا إلا أن نخصص هذا المقال لتوضيح معنى المشروع وخصائصه مع مقارنة خفيفة بينه وبين بعض المصطلحات القريبة منه والتي قد يختلط معناها ومعنى المشروع ثم تنتقل لتوضيح أهميته فأنواعه.

الكلمات المفتاحية

المشروع؛ الابعاد النظرية.