Insaniyat
Volume 10, Numéro 4, Pages 15-27
2006-12-31

ملعب كرة القدم: مكان للتعايش الاجتماعي، للتعبير ولإدماج شباب ضاحية مدينة وهران (الجزائر)

الكاتب : Bendjelid Abed .

الملخص

تتميز المدن الإفريقية الكبرى حاليا بتوسع كبير لضاحيتها، إذ يتمثل ذلك في نقص واضح للمنشآت القاعدية، للتجهيزات الجماعية الثقافية و الرياضية و لأماكن الترفيه. بات من الضروري على الضاحية الجهوية لوهران التي يقدر تعداد سكانها ب 832.000 نسمة في سنة 1998، مواجهة الطلب المتزايد للتجهيزات الموجهة لترفيه الشباب الذي يتراوح سنّه ما بين 15و24 سنة، حيث يُقدّر العدد ب178.000 فردا أي بنسبة (21,4%). و بتشكلّها لمناطق جديدة للتوسع الحضري، تظل هذه الضاحية تفتقر إلى التجهيزات الرياضية، باستثناء مساحات اللعب الصغيرة التي يستعملها المراهقون. و على غرار المدن الجزائرية الكبيرة الثلاث، فإننا نسجل ثنائية القطب في المجال الوهراني الذي رسم معالمه فريقان كبيران لكرة القدم ( نادي مولودية وهران و الجمعية الرياضية المسلمة لوهران) اللذان يشكلان إقليمية المجال الحضري. و تعتبر كرة القدم بوصفها ترفيها شعبيا أقل تكلفة، رياضة لها استعداد كبير في التعايش لدى شبيبة تبحث بلا جدوى عن أماكن للترفيه في الهناك عوض الهنا، أي ضاحية الإقامة، بمعنى التوجه نحو وسط المدينة. يمكن إدراك رغبة هذه الشبيبة في المدينة من خلال ارتيادها لهذه الأماكن ذات علاقة بالفرق الكبرى و بالتشخيص المطلوب للمدينة نفسها. يساهم مفهوم المناصرة في التعايش الاجتماعي لدى الشباب حينما يشارك في جو أفراح المدينة مع نهاية الأسبوع. و يعبّر هؤلاء الشباب عن مكبوتاتهم بداخل بناية الملعب و يردّدون بوصفهم مناصرين حقيقيين، نفس الشعارات، مثل العنف اللفظي، كلمات مناوئة للسلطات، إضافة إلى الأغاني المرتبطة بالتعبير عن الحياة اليومية السيئة (البؤس، البطالة، الحقرة، الرشوة، الرغبة في الهجرة، و ظاهرة الأغنياء الجدد...) و بمشاهدتنا عن قرب، يمكن تشبيه هذا البحث عن الحرية في التعبير لدى الشبيبة، مع مراعاة لكل فرق، بالدور الذي لعبته ملاعب كرة القدم في تكوين النضال السياسي الذي كرسته الحركة الوطنية خلال القرن العشرين.

الكلمات المفتاحية

كرة القدم ؛ ضاحية وهران ؛ شبيبة ؛ تعايش اجتماعي ؛ مناصرية ؛ اندماج.