مجلة الحكمة للدراسات الاعلامية والإتصالية
Volume 5, Numéro 3, Pages 61-83
2017-09-01

شبكات التواصل الاجتماعي و اغتراب الشباب

الكاتب : كهينة سلام .

الملخص

لقد عرفت البشرية في مراحل تطورها ظهور وسائل و تقنيات تساعد الأفراد في تلبية حاجياتهم و تيسير حياتهم، فكان لكل عصر أدواته و تقنياته، مما جعل الإنسان ينتقل من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي ثم إلى مجتمع المعلومات. إن الحديث عن مجتمع المعلومات، يجعلنا نتطرق إلى العصر الذي نعيشه اليوم، و الذي يمتاز بانتشار استخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام و الاتصال من طرف أغلبية أفراد المجتمع، خاصة الشباب، الذين يقبلون عليها و يجدون سهولة في استخدامها، فلا يمكننا اليوم تخيل شاب لا يستخدم حاسوبا الكترونيا أو لوحة الكترونية، أو هاتفا ذكيا، و لا يمكننا تخيل شابا لا يملك حسابا على شبكات التواصل الاجتماعي. و يعود سبب هذا الإقبال على تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، سيما شبكات التواصل الاجتماعي، حسب الباحثين، إلى ميزات هذه الوسائل و التطبيقات الرقمية التي تمنح مستخدميها وفرة المعلومات و سرعة نقلها و تقديم الأخبار في آنها، و إزالتها للحدود الجغرافية و القيود السياسية، و تمكين كل مستخدميها التعبير عن آرائهم و التعليق عن المنشورات، و السماح للمستخدمين بالتفاعل و لعب دور الإعلامي من خلال تصوير و تسجيل الوقائع و نقلها. إن خصائص التكنولوجيات الحديثة جعلت الجميع يتهافت عليها، فقد غزا التطور التكنولوجي بكافة أشكاله مجتمعاتنا و توغل في مختلف ميادين الحياة، فلا البيوت، و لا المؤسسات التعليمية، و لا الصحية و لا الاقتصادية، و لا حتى الشوارع تخلو من مظاهر التطور التكنولوجي، و استخدام تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، و قد صاحب استخدام هذه التكنولوجيات تأثيرات كبيرة على المجتمع و على أفراده، فقد نشأت علاقة غير مسبوقة بين الإنسان و هذه التكنولوجيات، و ما لا شك فيه هو أن لهذه التكنولوجيات تأثيرات إيجابية على المجتمع و أفراده، و تأثيرات سلبية و خطيرة، هذا ما أدى إلى ظهور جدل بين المهللين لهذه التكنولوجيا، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، و المتخوفين منها، و الذين يعتبرونها مظهرا من مظاهر العولمة و الغزو الثقافي الغربي، و يعتبرونها وسيلة لتفكيك النسيج الاجتماعي و الثقافي و يحذرون من مخاطر استخدامها خاصة من طرف المراهقين و الشباب.

الكلمات المفتاحية

شبكات التواصل الاجتماعي، اغتراب الشباب