دراسات نفسية
Volume 1, Numéro 2, Pages 7-30
2010-08-01

عزوف الطلاب عن التقديم لكليات التربية: دراسة وسط طـلاب كليات التربية بالجامعات الحكومية السودانـية

الكاتب : عبد الباقي دفع الله أحمد . عوض السيد الكر سني .

الملخص

عد مهنة التعليم من المهن الأساسية فى نهضة الأمة وتميزها، وإن المعلم من أهم عوامل توجيه العملية التعليمية وتحقيق أهدافها. لذلك يتعاظم الاهتمام لإعلاء مهنة التعليم وتطويرها لصالح الطالب والمجتمع عموما ولصالح المعلم نفسهً. وتعد نسب الشهادة السودانية المتدنية المؤهلة للقبول لكليات التربية إحدى المشكلات المتنامية التى تشير لجملة من المخاطر التى تحيط بمهنة التعليم وبدور المعلم وبمستقبل الطلاب، يضاف إلى ذلك عزوف الطلاب المتميزين عن الالتحاق بكليات التربية، كما أن التحاق معظم طلاب كليات التربية بها يمثل خطا حديديا صلبا ساروا فيه لعدم تأهلم للدخول لكليات أخرى، يمثل أى من هذه العوامل ناقوسا للخطر للجيل القادم، ولذلك فإن دراسة آراء الطلاب حول أسباب عزوفهم عن التقديم لكليات التربية ربما يظهر كثيرا من جوانب المشكلة التي تحول دون انخراطهم في هذه المهنة، وبالتالي إيجاد الحلول العملية لمساعدة القائمين على أمر التعليم لتدارك ما يمكن تداركه حتى يتم دعم هذه الكليات بطاقات متميزة تسهم في دفعها واستمرار تطورها وتطور مهنة التعليم . ربما تعكس دراسة آراء الطلاب حول أسباب العزوف عن التقديم لكليات التربية تأثير السياق النفسي الإجتماعي السائد في المجتمع على تطلعات الطلاب وطموحاتهم وتوجهاتهم ومن ثم اختياراتهم المهنية. وقد تعكس التأثير السلبي لبعض السياسات مثل ضم معهد المعلمين العالي عام 1974 إلى جامعة الخرطوم، وسحب كل ميزاته التفضيلية في ظل المناخ التنافسي لكليات الجامعة الأخرى التي توفر تقديراً اجتماعيا وميزات اقتصادية أفضل، ربما نتج عن تفاعل هذه المتغيرات وغيرها عزوف الطلاب عن التقديم لكلية التربية كتخصص أكاديمي أو مهنة مستقبلية، صاحبتها كثير من المفارقات الاجتماعية والاقتصادية. فبجانب الجوانب السلبية المرتبطة بمهنة التعليم، تدنت نسب القبول لبعض كليات التربية لتصبح 50% فقط بينما بعض الكليات لا يقبل بها من تقل نسبته عن 90% في امتحان الشهادة السودانية. فقدت مهنة التعليم كثيرا من بريقها بهجرة الأساتذة خريجي كلية التربية المؤهلين لدول الخليج، بالاضافة لمجموعة كبيرة من المعلمين المؤهلين فى مراحل التعليم العام المختلفة، كذلك إنشاء عدد كبير من المدارس الخاصة التى جذبت الكثير من المعلمين القادمين من المهجر وكثير من المعلمين المتميزين، وأصبحت المدارس الحكومية تنقصها كثير من مقومات العملية التعليمية، فقد أكد الاحصاء التربوي لسنة 2004 أن من بين كل (140) معلم أساس، يوجد فقط (10) معلمين يحملون درجة البكالريوس، وأن من بين (22) الف معلما بالمرحلة الثانوية (30%) فقط منهم يحملون درجة بكالريوس التربية. رغم أهمية الدراسة لم يعثر الباحثان على دراسات سابقة أجريت فى مجال الدراسة الحالية، وربما نجم ذلك عن خصوصية الوضع بالنسبة للمشكل السوداني، إذ أن تجربة إعداد المعلمين شهدت تغيرات عدة وآلت الأمور أخيرا إلى إنشاء كليات التربية، وإسناد مهمة إعداد معلمي المدارس الثانوية ومرحلة الأساس إليها. ولكن على المستوى الإقليمي العربي يمكن الإشارة إلي عدة دراسات تناولت موضوع الدراسة، وعلى سبيل المثال هنالك دراسة المحبوب عن " العوامل المؤثرة في قرار الطلاب الالتحاق بالجامعة من وجهة نظر طلاب المستوى الأولى في كليات جامعة الملك فيصل " (عبد الرحمن المحبوب ، 1998)، ودراسة جربو " قبول الطلبة في الجامعات بين الرغبة و المؤهلات " (داخل جربو ، 1410هـ) ، ومجدي حبيب بعنوان "الرضا عن الدراسة بكليات التربية، ودراسة نور الدين عبدالجواد وآخرون(1993)بعنوان "مقياس الرضا الوظيفي للمعلمين" وأخيرا دراسة نور الدين عبدالجواد ومصطفى متولي 1993)) بعنوان "مهنة التعليم في دول الخليج العربية. الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج.

الكلمات المفتاحية

عزوف الطلاب;كليات التربية;الجامعات السعودية