الخطاب
Volume 10, Numéro 19, Pages 41-66
2015-01-01

هوية السرد بين اللفظي والمرئي من خلال الفيلم الروائي "الحريق"

الكاتب : عشاب آمنة .

الملخص

لقد تعدّدت تعريفات السرد(1)، إلاّ أنّها تصبّ كلها في قالب واحد، تتمثل في أنّ السرد يقوم على مادة حكائية ينتجها لنا الراوي. والسرد ثريّ ومتنوع، ويراه البعض بأنّه أساس الإنسانية، إذ يقول "باشلار"(إنّ ما أنشأ الإنسانية هو السرد)(2) لما له من فاعلية كبيرة في بناء المعنى، بل إنّه يشكل (نظاما ضروريا لتحديد المعنى والتحكم فيه، وهو قاعدة ضرورية ولازمة وليس اختيارا يتبع الأهواء)(3)، فالسرد بذلك يخضع لقوانين تحكمه يتحدد من خلالها المعنى. يتشكّل الخطاب السردي على مستوى عمليات تكوينية تركيبية تتم على مستوى كلّ مكون خطابي، متحدة فيما بينها بوصل حبكي لتجسيد الخطاب في صورته النهائية. بذلك يكون السرد (هو الحبل الرابط بين أجزاء الكلام ووصلاته وتقنيات الوصلات الموجودة بين عناصر الشيء، السرد لغة تنقية واختيار)(4)، فهو يتم وفق عملية تخطيطية قائمة على تصور عناصر العمل المناسبة لتحقيق الغاية السردية خاضعة لسلطة الراوي، وكل عنصر من عناصر الخطاب له طاقة تكوينية، تمكنه من التشكل ومن الاتحاد مع مكوناته الأخرى لتشكيل النسيج الخطابي. بهذا نستنتج أنّ السرد ينمو على مستوى كلّ وحدة سردية إلى أن يكتمل نضجه باكتمال تشكل وحداته المكوّنة له.

الكلمات المفتاحية

--