رسالة المسجد
Volume 20, Numéro 2, Pages 7-26
2022-12-31

منهج القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف في تأصيل مسمى شجرة الإيمان -دراسة تحليلية-

الكاتب : غوبريني زكرياء .

الملخص

لما كانت قوة البناء ترجع لأصل الأساس وصلابته، فإن استمداد كل أصل وصلاحه يرجع لطبيعة انتقاء مادته الأولى في البناء والمراصّة والتشييد، ولأجل ذا: كان طيب الثمرة من طيب الشجرة، وشرف مذاقها بشرف سِقائها وتعاهُدِ ترابها محل غرسها، قال تعالى: [ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون]، سورة إبراهيم الآية 24 - 25، والمتأمل في القرآن الكريم يستشعر مقاصد البناء الإيماني بصريح دعوة الناس إليه، ومن جهة أخرى نجد أن المنقب في الهدي النبوي الشريف يجده يعجّ بهذه المعاني الفذة إبان تربية النبي ﷺ لصحابته، فضلا عن انتهاج التابعين رضي الله عنهم المنهج نفسه في تلقيهم مسائل العقيدة والإيمان من جموع هؤلاء الصحابة، فغدت بذلك أصلاً مرجعيا ناجعاً يؤتي أُكله إزاء أي تحدٍ أو مطبّ في المعتقد والتصوّر والسلوك، والباحث حين يأصّل لهذا المسمّى إنما هو يستقرأ لبنائه وتحديد معالم مرجعيته من منظور تأصيلي، فالمرجعية الصحيحة مظنّة الثبات ولزوم سكّة النجاة، إذ أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وبيان تلك المرجعية وفق أصولها وطرائق استمدادها من حيث الاستنباط والاستقراء لنصوص الوحيين باتت مهمة كبرى تقع على الدعاة والمربين قاطبة، لألا تتشتّتَ العقول وتزيغ القلوب،ذلك أن مفهوم الإيمان لا يُقتصر في تحقيقه الإتيان بأصوله الستة مفهوماً وتطبيقاً، إنما له شعب يتفاوت الناس فيها وعلى إثرها يتباين ثوابهم وأجرهم عند الله تعالى، لا كما زعمت به بعض الفرق المنحرفة، من جعلهم الإيمان كتلة واحدة لا يتجزأ إذا ذهب بعضه ذهب كله، فقضوا بمفهومهم ذاك تخليد صاحب الكبيرة في النار، والموفق من تمعّن في المنهجين القرآني والنبوي وسلك مسلكهما في تحقيق ذلك دون غلو أو إجحاف، ومن هذا المنطلق نبعت فكرة الموضوع لدى الباحث.

الكلمات المفتاحية

القرآن الكريم ; الهدي النبوي الشريف ; السنة ; مسائل الإيمان ; شعب الإيمان ; الفقه الأكبر