أقلام
Volume 1, Numéro 2, Pages 17-35
2022-06-01

تبعات الحرب الناعمة على ضمان تحقيق تنمية مستدامة في الجزائر

الكاتب : أحمد بولباري . وردة حمدي .

الملخص

من مدركات الحرب العالمية الثانية استخلاص القوى العظمى في العالم لقاعدة جد هامة، هي أن القوة لا تنفع دائما، فالدبابة لا تصلح للمستنقعات، والصاروخ لا يصلح لجذب الآخرين نحوه كما قيل، فصارت إستراتيجية قائمة بذاتها تسمى "الحرب الناعمة" لها جنودها وأسلحتها وعتادها الخاص، تعمل على التأثير في سلوك الأفراد والمجتمعات دون الحاجة إلى الإرغام بالقوة ودون صرف تلك الأموال الطائلة على العدة والعتاد العسكري الذي صار من الأنماط التقليدية للحروب، إذ صارت الحرب الناعمة حليفا استراتيجيا للجيوش التقليدية بل و أكثر حدة منها، ولعل أكبر ذليل على ذلك هو سقوط المعسكر الشرقي ممثلا في الاتحاد السوفياتي على شاكلة لم يتوقعها أحد عن طريق نخره من الداخل حتى انهار دون سابق إنذار فلو تمت مقارنة ذلك بحرب في الشكل المتعارف عليه لبقي الاتحاد السوفياتي قائما إلى غاية اليوم في الغالب. وفي سياق آخر تبقى هذه الحرب بنعومتها سلاحا فتاك يعمل إلى غاية يومنا هذا في إبقاء الكثير من الشعوب تحت هيمنة الغرب، رغم ما تملكه تلك الشعوب من مقومات بشرية ومادية على غرار الجزائر كإحدى أكبر الدول العربية والأفريقية تخولها أن تكون في مصاف الدول المتطورة، الأمر الذي من شأنه ضرب مصالح الغرب في الصميم، من هذا وكقاعدة عامة يعمل الغرب على زرع الفشل والخذلان وكل ما من شأنه كبح عزيمة الشعوب في تحقيق نموها المستدام خصوصا في ظل بيئة رقمية واسعة الاستخـــــــــــــــــدام - في الجزائر فقط يستخدم الانترنيت ما يفوق 25 مليون مستخدم أواخر سنة 2020 بنسبة 57% من عدد السكان الإجمالي-، فمادامت خاضعة فلن ترى نور التقدم ما لم تبني سياجا خشنا ودرعا سبريانيا صلبا يحد بينها وبين نعومة تلك الحرب، فإذا صغنا سؤالا في نفس توجه هذا الطرح فإننا نقول: ما دور تبعات ومخلفات الحرب الناعمة بمختلف وسائلها التقليدية وبالأخص الرقمية في تعطيل عجلة التنمية المستدامة في الجزائر؟

الكلمات المفتاحية

الحرب الناعمة؛ التنمية المستدامة.