مجلة السياق
Volume 2, Numéro 2, Pages 54-70
2017-11-03

دلالة السياق اللغوي (أهميتها ومجالاتها في مقاصد الشريعة)

الكاتب : عبد الخالق قصباوي .

الملخص

من خلال ما تمت معالجته في عبارات هذا المقال ، المتعلق ببيان أثر نظرية السياق اللغوي عند علماء مقاصد الشريعة ، يتبين لنا تعبيرهم عن دلالة السياق بمصطلحات وعبارات عدة ، ويتجلى بمجموعها أن لفظ السياق عندهم ،كل ما يحف بالكلام من قرائن وأدوات خارجية أو داخلية ، - مفسرات - مع اتفاقهم على أهمية فهم النصوص الشرعية وفق السياقات الواردة فيها . اهتمام المقاصديين بالسياق ، أساسه لغة الخطاب ، وهى اللغة العربية التي نزل بها، وهذا نتيجة إدراكهم لمعطى عدم التوصل للفهم الصحيح المرتبط بالأغراض والمقاصد التي نيطت الأحكام الشرعية بها إلا بمعرفة أساليب تلك اللغة، وفهم مقاصد العرب في كلامهم ، إذ قصد الشريعة في الوضع الأولى هو للإفهام . نظرية السياق لعبت دورا مهما لدى المقاصديين في رفع التعارض الظاهر أحيانا بين نصوص الخطاب المتعدد المقام ، كما توصلوا به أثناء عملية الاجتهاد إلى أحكام درجتها اليقين أو القرب من اليقين . كما تجلى الأثر لديهم في استخدام السياق هو الإسهام والمساعدة في تحديد العلة أو الحكمة التي تناط بها الأحكام ، كما أن باستخدامهم لنظرية السياق ، تم الكشف عن مراتب تصرفات مبلغ هذه الأحكام - الرسول صلى الله عليه وسلم - لتزول إشكالات تطبيق وفهم النص بمجرد العبارة ، وإنما يستعان بالمقام الذي يحكم ذلك النص ، ليتجلى أن التصرفات ليست على درجة ونوع واحد ، فمنها ما ارتبـــــــط بسياسة الدولة مما تحكمه قواعد السياسة الشرعية ، ومنها ما ارتبط بالفتيا ، ومنها ما درجته الإرشاد فقط ...الخ ، مما لو تم اعتباره في فهم النصوص لجنبت الأمة ما يمكن أن يوقعها في الشطط والغلو في الفهم والتطبيق للخطاب الديني الشرعي ، الذي وقع ويقع فيه كثير من ظاهرية النص ، أو المغالين في فهم الأحكام مما يمكن تسميته ميتافزيقية النصوص في القديم والزمن المعاصر .

الكلمات المفتاحية

الدلالة - السياق اللغوي ـ مقاصد الشريعة