مجلة الحكمة للدراسات التاريخية
Volume 4, Numéro 4, Pages 57-81
2016-12-01
الكاتب : شفيعة بليلي .
لقد كرّس الفارابي(259هـ / 872م ـ 339هـ / 950م) حياته كلها للفلسفة الحقة، وللفيلسوف بالحقيقة، فكان فيلسوفا بالحقيقة. تشكل فلسفته نواة كل فلسفة جاءت بعده، إسلامية كانت أو أوربية. فالترجمات المختلفة التي ترجمت إليها كتبه في العالم كانت سببا في انتشار آرائه وأفكاره، وساعد هذا الانتشار على اطّلاع كثير من المفكرين على تراثه والاهتمام به، فنهل أكثرهم منه وسمحت الفرصة لبعضهم نقد آراءه وتمحيصها فنما المجال الفلسفي بسبب ذلك وصار الفارابي من بين العظماء الذين يستمر تأثيرهم استمرارا منجبا خصيبا، وهم في الواقع لا يختمون بحوثهم ولكن آثارهم تنجب إمكانات فكر لا تنضب. و من الذين استمر تأثير الفارابي فيهم أكثر من غيرهم تلاميذه، وهؤلاء منهم المباشرون أي الذين درسوا عليه، ومنهم غير المباشرين أي الذين عرفوا الفارابي واتخذوه أستاذا من خلال مؤلفاته.
آثـــــار الفـرابـــي، الفكـر الفلسفــي
فاتح زيوان
.
ص 220-246.