الوقاية والأرغنوميا
Volume 7, Numéro 1, Pages 67-78
2013-06-15

تشخيص ظاهرة حوادث المرور

الكاتب : بوطالبي الهاشمي .

الملخص

أضحت حوادث المرور تشكل خطرا كبيرا على الإنسانية جمعاء، فكل البلدان تعاني من هذه الآفة المعاصرة معاناة حقيقية، بما تزهقه من أرواح بريئة. وما تسببه من مآسي اجتماعية فاجعة. وبما تخلفه من خسائر مادية جسيمة، تشكل نزيفا خطيرا في اقتصاديات الأفراد والبلدان عامة. وإذا كانت البلدان المتطورة قد تفطنت لهذا الخطر الداهم، ورسمت سياسات وقائية شاملة، واعتمدت استراتيجيات فعالة للتصدي له، فان البلدان النامية، والفقيرة منها خاصة، لا تزال تكابد من ويلات هذه الآفة التي تتفاقم باستمرار عندها، لعدم اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تزايد تدهور أوضاع السلامة في طرقها. جاء في تقرير المنظمة العالمية للصحة المنشور خلال السنة 2007، أن نسبة الوفيات بسبب حوادث المرور في البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل تفوق 90% من مجمل الوفيات في العالم، مع أن نسبة حظيرة المركبات لديها لا تتعدى 48% من الحظيرة العالمية. وحسب خبراء دوليين فإن عدد الوفيات في البلدان الفقيرة مرشح للزيادة خلال العشرين سنة المقبلة بنسبة 60%، بينما يتوقعون انخفاضه في البلدان المتطورة بنسبة معتبرة. والجزائر تعاني كذلك من هذه الظاهرة، حيث تفقد سنويا آلاف الأرواح، ويصاب فيها عشرات الآلاف إصابات متفاوتة الخطورة، نسبة منهم يعاقون. ولتوضيح ذلكم أشير إلى بعض الأرقام: خلال السنة 1970، سجل وقوع 24.437 حادثا مروريا جسمانيا، خلفت: 1374 قتيلا و 17430 جريحا، بينما سجل خلال سنة 2009: 41.224 حادثا. خلفت: 1374 قتيلا. و19730 جريحا. ويلاحظ أن عدد الحوادث قد زاد بنسبة: 68.70%، وعدد القتلى زاد بنسبة: 235.30%. أما عدد الجرحى فزاد بنسبة: 229.34%. وإذا قارنا ذلك بتطور الحظيرة الوطنية للمركبات فسنجد ما يلي: عدد المركبات خلال السنة 1970 كان يساوي 335.600، وفي السنة 2009 بلغ 5.919.726 مركبة أي بزيادة تقدر بـ: 5.584.126 مركبة وهو ما يشكل نسبة: 1663.92%. وتم تحقيق هذا الحد من الزيادة في نسبة الحوادث وضحاياها تبعا لزيادة حجم الحظيرة، إلى الجهود التي بذلتها القطاعات المعنية بالوقاية، لكن هل يعد هذا العمل كافيا؟ بالطبع هذا لا يكفي، بل يجب العمل على تحقيق نتائج أفضل على غرار ما تحققه البلدان المتطورة، حيث يتقلص عدد الضحايا من سنة إلى أخرى، على الرغم من تزايد عدد الضحايا من سنة إلى أخرى، على الرغم من تزايد عدد المركبات لديها. ولكن كيف يمكن تحقيق نتائج أفضل؟ إن أهم ما يمكن القيام به هو: 1- تشخيص كل الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى وقوع الحوادث. 2- اتخاذ التدابير اللازمة لإزالة تلك الأسباب والعوامل، أو التقليل منها تدريجيا، وذلك وفق سياسة وقائية واضحة، وطبقا لإستراتيجية محددة. 3- اعتماد الأساليب العلمية في تحديد الأسباب وتشخيص مختلف العوامل والدوافع، وتسطير برامج العمل، وذلك بالاستعانة بالمؤسسات العلمية والأخصائيين في شتى التخصصات. 4- إشراك كل القطاعات والهيئات المعنية في العمل الوقائي، وتنسيق أعمالها لتتظافر جهودها في تحقيق الأهداف المسطرة. 5- تسخير الإمكانيات المادية الضرورية لتنفيذ البرامج المسطرة؛ وتوفير الطاقات البشرية.

الكلمات المفتاحية

ظاهرة حوادث المرور، تشخيص كل الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى وقوع الحوادث، أحصائيات حوادث المرور، اعتماد الأساليب العلمية في تحديد الأسباب وتشخيص مختلف العوامل والدوافع، 4- إشراك كل القطاعات والهيئات المعنية في العمل الوقائي