الموروث
Volume 9, Numéro 2, Pages 391-399
2021-12-26

العلامة السيميائية من التأسيس الميتافيزيقي إلى التأسيس الانطولوجي عند جاك دريدا

الكاتب : مسعودي فاطمة الزهراء .

الملخص

يسعى هذا المقال إلى الكشف عن استراتيجية " جاك دريدا " في نقده للعلامة سواء بمفهومها اللغوي عند دو سوسير أو بمفهومها الفلسفي التاريخي ، القائمة على تفكيك منظومة الفكر الغربي المستندة إلى الأساس الميتافيزيقي الذي أرساه " أرسطو " قديما ، و أدى إلى بناء ثقافة شمولية ، تقوم على أحادية الفكر بدلا من التعددية ، و على الإقصاء للآخر بدلا من الاعتراف به و التحاور معه . و يتجلى هذا التصور الميتافيزيقي الغربي بنيويا ، على المستوى اللساني ، في تقديمه للكلام على الكتابة ، و بعبارة أخرى في تقديمه لسلطة الحضور على الغياب ، و لسلطة اليقين على الاحتمال ، و لسلطة التشابه على الاختلاف . و هو الأمر الذي حدا بـ " دريدا " إلى بلورة تصور جديد يقوم على تفكيك الأسس الميتافيزيقية لفلسفة الحضور ، و تبني وعي أنطولوجي وجودي ، ظاهراتي ، يؤسس لطرح فلسفي سيميائي جديد ، ينظر إلى العلامة في تجليها النصي ، لا الصوتي ، بوصفها إنتاجا لا نهائيا للعلامات و ينبوعا لا ينضب لتعدد المعاني و اختلافها ، و ما يتبع ذلك من تعدد الأفكار و الثقافات و اختلافها ضمن النص الواحد . Jacques Derrida's strategy in his criticism of the sign, whether in its linguistic concept of de Saussure or its historical philosophical concept, is based on dismantling the system of Western thought based on the metaphysical foundation laid down by "Aristotle" in the past, and that led to the building of a comprehensive culture, based on oneness of thought instead of pluralism. And on the exclusion of the other instead of acknowledging and dialogue with him. This Western metaphysical conception is structurally manifested, on the linguistic level, in its presentation of speech over writing, in other words, in its presentation of the power of presence over absence, the power of certainty over possibility, and the power of similarity over difference. This is what prompted Derrida to crystallize a new conception based on dismantling the metaphysical foundations of the philosophy of presence, and adopting an ontological, existential, and phenomenological awareness, which lays the foundations for a new semiotic philosophical proposition that looks at the sign in its textual, not vocal, manifestation as an endless production of signs. It is an inexhaustible source for the multiplicity of meanings and their differences, and the multiplicity of ideas and cultures and their differences within the same text. This is what this article seeks to reveal in the folds of Derrida's philosophical adventure.

الكلمات المفتاحية

جاك دريدا – العلامة – الاختلاف – الميتافيزيقا – الأنطولوجيا ; Jacques Derrida-the sign-the difference-metaphysi- ontologicalexistential