مجلة مدارات اجتماعية
Volume 1, Numéro 1, Pages 139-165
2018-06-01

الهجرة الدولية حافز لاستعمال التكنولوجيا التواصلية وتكوين مجتمع متصل وممتد دوليا

الكاتب : محمد حيتومي .

الملخص

نسعى في هذا المقال إلى الكشف عن المفعول العميق المترتب عن الاعتماد المتبادل بين كل من الهجرة الدولية والتكنولوجيات الذكية للتواصل الاجتماعي المعاصرة. وبالفعل، فقد تبين من خلال مجموعة من الوقائع الاجتماعية والمعطيات الإحصائية بمدينة خريبكة (المغرب) أن ظاهرة الهجرة الدولية، وفي خضم التسارع الكبير لظاهرة العولمة، اضطرت الفاعلين الاجتماعيين إلى استثمار التطور التكنولوجي الهائل عن طريق الانخراط بشكل مكثف في شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر استعمال التكنولوجيات التواصلية الذكية بجميع أشكالها. أكثر من ذلك، لقد ثبت ميدانيا أن الهجرة الدولية وظاهرة الغياب والغربة المرتبطة بها، فضلا عن الحاجة الماسة للتواصل الأسري والعائلي، قد دفعت أيضا فئة الكبار والمسنين من الآباء والأمهات إلى تعلم أبجديات هذه التكنولوجيات الذكية فيما يمكن تسميته "محو الأمية التكنولوجية والتواصلية". كذلك ساهم اعتماد المهاجرين بالمهجر وذويهم بمدينة خريبكة على شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية في تغيير العديد من الوضعيات الاجتماعية التي كان يعيشها هؤلاء من قبيل استبدال "الغياب المزدوج" بـ"الحضور الثلاثي"، وترميم "الحياة الاجتماعية غير المكتملة بالمهجر" بـ"حياة اجتماعية عبروطنية" مستمرة وقائمة على الاتصال والارتباط المتواصل فيما بين أفراد الأسرة والمجتمع الواحد، ليس مجاليا وإنما افتراضيا ورقميا.

الكلمات المفتاحية

الهجرة الدولية، التغير الاجتماعي، استعمال تكنولوجيا التواصل الاجتماعي الذكية، شبكات التواصل الاجتماعي، المهاجر المتصل، الأسرة المتصلة والممتدة عبر الأوطان.