الباحث
Volume 4, Numéro 2, Pages 139-153
2012-12-31

محاولة في ق ا رءة نيتشو لمخطاب الت ا رجيدي الإغريقي

الكاتب : عيادي عبد المالك .

الملخص

تضاعفت ج ا رح الإنسان في القرن الماضي، و ا زد أنينو ج ا رء المحن التي كابدىا عمى أصعدة مختمفة ليكون بذلك ىذا القرن الأكثر ىمجية وتوحشا في تاريخ الإنسانية، والقسط الأوفر في ذلك كان من نصيب الحضارة الأوروبية باعتبارىا السباقة إلى ىذه التجربة. إن ىذه الوضعية التي آلت إلييا أوروبا تمخضت عنيا إرىاصات فكرية وايديولوجيات ترجمت مختمف العناصر الني ساىمت في إيجاد ىذا الوضع، سيما فشل العمم في إحداث التقارب داخل الإنسان ذاتو- بعد أن عوضتو بالآلة – ثم مع غيره، وفضلا عن ىذا لم تتمكن المذاىب الأخلاقية الكبرى من فرض نماذجيا القيمية عمى الإنسان. ضمن ىذا النشاز الأكّال الذي أجيض كل محاولة تنادي بالإصلاح، برزت نبرة تبارك ليذا السقوط الذي يسحب معو جل مظاىر الفساد، إنيا نبرة الفيمسوف الألماني "نيتشو" الذي حدد عوامل انييار الحضارة الغربية وأوجو انحطاطيا. لقد حاوؿ "نيتشو" أف يعود بالإنساف إلى حالتو الطبيعية ليزيؿ عنو مختمؼ الأوىا التي ترسبت عميو ضمف إحالة مفاىيمية تبشِّره بالصحة الفياضة والرؤية الناصعة. إف ىذا المفيو يرتبط بحضارة مجتمع عاش مخمصا للأرض في سبيؿ إب ا رؽ غ ا رئزه الحياتية ضمف أفؽ ت ا رجيدي يسوده الفف. ىذا، وتتضح أىمية ىذا المفيو أكثر –خاصة وأنو يمثؿ مدخلا ليذه الق ا رءة-كمّما تعمقنا في جوىره، وىو ما يقتضي منا في د ا رستنا لمت ا رجيديا العودة مع نيتشو إلى اليوناف وترقب ىذه المحظ ة الأبدية لدغدغة المشاعر اليونانية في كامؿ الغبطة والسرور، لكف قبؿ أف ندخؿ في مغامرتنا ىذه في فعؿ الق ا رءة نحاوؿ أف نقو بمقاربة لغوية لمفيو الت ا رجيديا كما وجدناىا في القواميس والمعاج الفمسفية، مع أننا لا نقؼ كثي ا ر عند العرض المغوي، لأف الت ا رجيديا كما قدَّميا "نيتشو" مرتبطة بمظاىر مختمفة في الحياة، فيي >> بؤرة الحياة الأبدية، وانفتاح لا نيائي نحو الأفاؽ المجيولة، إف الت ا رجيديا مقاومة لمموت، وممارسة لمذة في الأل، الت ا رجيديا معانقة لممتعالي << ) 1(. مف ىنا نجد أف الجانب المفاىيمي أى مف الدلالة المغوية، فالت ا رجيديا ىي أكبر في معناىا مف أف تحصر في حدود ما تمميو القواميس، لكف مع ىذا نذكر بعض التعريفات

الكلمات المفتاحية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ