مجلة الآداب و اللغات
Volume 18, Numéro 1, Pages 111-122
2018-11-25

المنهج التّاريخيُّ والدّراسات المعجميَّة

الكاتب : أحمد دواح .

الملخص

إنّ اللغة العربية في أمسّ الحاجة إلى معاجمَ لغوية متخصّصة ،تكون امتدادا وتكملةً لمعاجمنا المعيارية القديمة، وتوضِّح لنا مسائلَ جديدةً،نذكرُ منها علَى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ: -التّفريق بين ما هو عربيٌّ أصيلٌ لا تخالطه عجمةٌ،وما هو دخيل أو معرّب،جاء وافدا إلى العربية من لغات أُخَرَ،في أعصُر مختلفة،وسأتناول هذا الجانب بتفصيل أثناء الحديث عن الجانب المقَارن من المنهج التاريخي: -تتبُّعُ سيرة حياة الألفاظ العربية عبر المراحل الزمنية المتتابعة،في مجالات استعمالاتها،والاختلافات التي تطرأ عليها،وملاحظة ما طرأ على الألفاظ من تطوُّر أو تغيُّر شكلا ومضموناً، في كل عصر من عُمُر هذه اللغة،وتبيين المعاني الحقيقيّة والمجازيّة،وضبط معاييرَ مُحدّدة لذلك،فإذا ما كثرت المعاني الحقيقية للكلمة،أو المعاني المجازية،عمد الدارسون إلى تحديد الزمن الذي يعود إليه كلُّ معنىً من خلال العودة إلى أقدم النُّصوص وأوثقها. واللغة العربية ما تزال في حاجة إلى معجمٍ تاريخيّ تأصيليّ على غرار معجم (أوكسفورد) التاريخيّ للغة الإنجليزية. -التَّعرُّف على المؤثّرات التي تتحكَّمُ في سيرة حياة الألفاظ العربية.وغيرُ خافٍ علينا أهمّية ذلك من جانبين مهمّين:أمّا أحدهما فيقف بنا على أسباب اندثار جملة مهمة من الألفاظ العربية التي عجّتْ بها معاجمنا عن أُفق الاستعمال اللغويٍّ ،لتصبح رمزا خاصا بالماضي،أو حكرا على فنّ مُعَيّن ،أو حرفة مخصّصة، أو ظروف بيئية مميّزة للمناخ، أو العادات والتقاليد، أو ما شابه ذلك. وأمَّا الآخر فيقفُ على مجموعة من العوامل التي يُمكن أن تتحكّم في مستقبل الثروة المعجمية، وذلك بالوقوف على أسباب موت الألفاظ وحياتها.

الكلمات المفتاحية

المنهج التّاريخيُّ والدّراسات المعجميَّة