التراث
Volume 3, Numéro 1, Pages 123-146
2013-03-15

دور خروج المرأة إلى ميدان العمل المأجور في الحد من ظاهرة النظام الأبوي الممارس على المرأة داخل الأسرة الجزائرية

الكاتب : السيد بلقاسم الحاج .

الملخص

لقد كان المجتمع الجزائري غداة الاستقلال ذو بنية بطريقيه يغلب عليه نمط الأسرة الممتدة و ينتشر أكثر في المناطق الريفية و يتميز بكثرة عدد أفراده، و قيامه على مبدأ القاعدة المشتركة في السكــن و الاقتصاد، أما نموذج العلاقات الاجتماعية التي تجمع بين أفراده فهو قائم على أسس أبوية و يحكمه المجتمع الذكوري، حيث يتمتع الأب " الزوج" بالسلطة المطلقة في تسيير شؤون الأسرة و اتخاذ القرارات المتعلقة بها و هي ذهنية ترفض النقد و لا تقبل بالحوار و النقاش إلا كوسيلة لفرض رأي الرجل مهما كان دوره، و في ظل هذا النمط الأسري تعاني المرأة من ظاهرة التمييز مقارنة بالرجل و ينحصر دورها في محيط البيت و يقتصر على الأعمال المنزلية وتربية الأطفــال و الاعتناء بالزوج و بأفراد عائلته...الخ، و بذلك فإن هذا النظام الأبوي حسب بعض الباحثين العرب من أمثال (هشام شرابي، نوال السعداوي، سعاد خوجة، فاطمة المرنيسي، علي زيعور...) يهدف إلى تقييد حرية المرأة و جعلها في مرتبة أدنى مقارنة بالرجل. و لأن المرأة تشكل النصف الثاني في المجتمع و أحد ركائز النسق الأسري الذي يشكل بدوره قاعدة المجتمع فإنه لا يمكن تجاهل هذه الطاقة و دورها في الاقتصاد الوطني، حيث يجمع أغلب الباحثين على دور العمل في التعبير عن مكانة المرأة في المجتمع، فالمرأة العاملة حسبهم هي أكثر أهمية و أكثر امتيازات من المرأة الماكثة بالبيت، فعمل المرأة و مساهمتها في النشاط الاقتصادي و الحياة العامة أصبح أكثر من ضرورة في عصرنا الحالي، بل حتمية لا بد منها. و إذا كانت نسبة عمل المرأة الجزائرية و مشاركتها في الحياة العامة ضئيلة غداة الاستقلال فإن واقعها المهني عرف تغيرا ملموسا في المجتمع الجزائري الحديث، حيث أصبحت أكثر مساهمة في العمل خارج البيت و في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية أكثر من ذي قبل، و هو مؤشر على تحسن وضعها في المجتمع.

الكلمات المفتاحية

المرأة، العمل، النظام الأبوي، الأسرة، الجزائر.