دفاتر البحوث العلمية
Volume 5, Numéro 2, Pages 350-366
2017-12-10

التلقي وشعرية النص في الخطاب الشعري لأدونيس

الكاتب : حنان بومالي .

الملخص

تصعب الكتابة عن شعر أدونيس ذلك أنه ليس كغيره من الشعراء فهو صاحب مدرسة قائمة بذاتها، لها أتباعها وروادها ولها مفاهيمها الخاصة، كما أن للقصيدة الأدونيسية تقاناتها الخاصة، وربما اختلفت أو تختلف في الكثير عن قصيدة التفعيلة، والسبب أن أدونيس ينتمي أو يمثل جناحا في التيار الحداثي المتشدد، وله مجموعة من المبادئ أسسها حول نظرية الشعر العربي المعاصر. وكان أدونيس وهو شاعر مكين بجميع المقاييس من مؤسسيها، لا يحرص على كتابة الشعر بتوافق مع نزوع نفسه ومع ما يعتمل فيها من قلق ذاتي، جماعي فلسفي وإنساني، وإنما يحرص على تغيير الممرات والمسافات الشعرية وتغيير رعشاته بها، ولو بتعمل واصطناع، لكي يظهر بصورة المغايرة الدائمة. بل حاول أن يكون شاعر المراحل الموسوم بهذه المغايرة، فجعل لكل ديوان دلالة شعرية خاصة وعمل على تطوير الشكل في الشعر العربي وتطوير قضاياه ووسائل التعبير فيه، ولأن هذه المسائل مهمة جدا و تكاد تكون في الشعر العربي محدودة بعوامل ضغط التقليد وبعوامل ذوق الشارع، فقد قام بتلقيح العناصر الثقافية العربية بعناصر أخرى أعطت للثقافة العربية دورها المعاصر، وبشكل خاص الشعرية. ثم إن رغبة الشاعر جعلته لا يستطيع أن يسجن تجربته في إطار شكلي محدد، فخرج بها إلى فسيح التجارب باعتماد مسبق للفكر المعمق وبابتعاد متعمد عن مفهوم "الإلهام" "وفيض الخاطر" و"الموهبة" لأن عقلنة الشعر باصطناع مهاد الشعر بالعقل والعقل بالشعر، وليس بيبس المنطق وجفافه، ولقراءة أدونيس للشعراء الفرنسيين الرومانسيين والرمزيين والسرياليين وغيرهم أثر في ذلك فقد حاول أن يفهم الشعر وأشياءه من خلالهم. ولأن المتلقي يمارس أفعال الاختيار، فتتقدم أفكار بعينها وتتراجع أخرى، أو تبرز جوانب ويخفت الضوء على أخرى، حتى نصل في نهاية الأمر إلى بناء جديد لأفكار العمل الفني، وطريقة جديدة في التعبير، فيتفاوت البناء في تماسكه وقدرته على الكشف. فإن إطلاق أفعال الاختيار والممارسة الواعية، ورفض آليات وطرق التفسير المألوفة، والوقوف عند تخوم التلقي المباشر، يؤدي إلى مشاركة القارئ في إعادة تشكيل العمل الفني، وهي مشاركة لا تتوقف عند إرادة القارئ؛ وإنما تتطلبها جماليات الفن ذاته ولعل هذه الدراسة أن تكشف فعل التلقي عند واحد من كبار أقطاب الشعر العربي الحديث والمعاصر؛ وهو أدونيس، وذلك بالوقوف عند جماليات التشكيل الشعري في خطابه.

الكلمات المفتاحية

التلقي ، شعرية ، النص ، الخطاب الشعري، أدونيس