التراث
Volume 6, Numéro 2, Pages 181-190
2016-06-15

"الصحافة الجزائرية المتخصصة فيعمد الاحتلال الفرنسي .دراسة لمصطلح الصحافة الدينية في السياق الزمني للمضمون الإعلامين

الكاتب : هند عزوز .

الملخص

عرفت الجزائر الصحف بإصدار الاحتلال الفرنسي (Lestafette de Sidi Ferruch) (1) في جوان 21830)، ثم ظهرت مجموعة من الصحف التي يمكن أن نصنفها إلى قسمين رئيسيين هما: الصحف التي أصدرها فرنسيون، بهدف تثبيت دعائم وأركان الاحتلال الفرنسي، وهذا النوع لا يمكننا أن نطلق عليه مصطلح الصحافة الجزائرية إلا بشيء من التجاوز؛ دلالة على الناحية الجغرافية التي صدرت فيها الصحف، وأما بالنظر إلى مصدر الصحف ومضامينها وأهدافها فإنا فرنسية المصدر والمصالح، استعمارية الأهداف. وأما النوع الثاني فإما الصحف التي أصدرها جزائريون مسلمون إدارة وتمويلا وتوزيعا، وقد تضمن محتواها القضايا الدينية الإسلامية والشؤون العامة للجزائريين وهو ما أطلق عليه بعض الباحثين )*( مصطلح " الصحافة الأهلية " وهو ما تعنيه هاهنا عند إطلاق مصطلح الصحافة الجزائرية. عرف الصحافة المتخصصة بأنها " الصحيفة أو المحلة أو الدورية التي تعني بجزئية أكثر تخصصا في فرع من الفروع"، کالأدب أو الطب أو الرياضة ، فإذا اهتمت بالشؤون الدينية أضحت صحافة دينية. ويرى بعض الباحثين أن مفهوم الصحافة المتخصصة يشمل أيضا الصفحات المتخصصة في الصحف العامة باعتبار أن هذه الصفحات تمثل جوهر الثقافة العامة التي يحصل عليها القارئ العادي للصحف(4). وكذا الاعتبار تدخل الصفحة الدينية في مفهوم الصحافة المتخصصة. تعتبر الصحافة الدينية نوع من أنواع الصحافة المتخصصة ومن أقدمها ظهورا إذا أخذنا الصحافة الدينية بمفهومها العام صحافة إسلامية، مسيحية...)، بسبب سعي الدول الأوروبية المسيحية التي ظهرت فيها الطباعة الحديثة قبل غيرها من الدول الإسلامية إلى إصدار صحف ومجلات دينية تقف وراءها الكنيسة والجمعيات الدينية. ويجدر بالذكر أننا نفرق في هذه الورقة البحثية بين مصطلحين رئيسيين ينضويان تحت مظلة الإعلام الديني (الإسلامي) عموما وهما: «الصحافة الإسلامية» و «الصحافة الدينية»، وبحسب الفرق بين المفهومين خضع المضمون الصحافي المكتوب خلال الاحتلال الفرنسي للتحكيم المفاهيمي؛ مما يتعلق منه بالصحافة الدينية الإسلامية). فعندما نطلق مصطلح «الصحافة الدينية» فإننا نعني به: الصحافة التي اعتنت بالمواضيع التي تصب في المجال الديني الإسلامي) في إحدى جزئيات الدين الإسلامي کالعقيدة مثلا أو الفقه، أو هما معا دون أن يولي المضمون الصحافي المسمى ب"الصحافة الدينية" أهمية للنسق القيمي والفكري العام الذي يمتاز به الدين الإسلامي؛ والذي يحدد تصورا كليا عن الكون والحياة والإنسان وعلاقة الإنسان بما يحيط به. وبهذا يكون مصطلح "الصحافة الدينية" جزء من "الإعلام الدين"، وهو الإعلام الذي يتعلق بأركان خاصة من وسائل الإعلام ويشغل حيزا منها دون أن يمثل مدرسة أو رؤية محددة مستندة إلى مرجعية خاصة في مجال الإعلام. وأما مصطلح "الصحافة الإسلامية" فتقصد با: الصحف التي تعكس الروح والمبادئ والقيم الإسلامية و تتناول المعلومات والحقائق والأخبار المتعلقة بكافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.

الكلمات المفتاحية

الأخلاق، الجزائر، الصحافة، الإحتلال، فرنسا.