متون
Volume 1, Numéro 1, Pages 69-80
2008-01-15

السوسيوألسنية والبسيكوألسنية دعامتان أساسيتان لتعليمية اللغات

الكاتب : مجاهد ميمون .

الملخص

إن السمة الغالبة على علوم العصر ترتبط أساسا بالتداخل بين أنشطتها، فما من علم تخوضه إلا ووجدته يتداخل مع علوم وأنشطة أخرى يستمد منها قدرا أكبر من خصوصياته، لدرجة عدم التمكن من وضع حد فاصل أو استقلالية يتميز بها عن غيره، وذلك عكس وقت سابق كانت فيه العلوم محددة المعالم والتعريفات، واضحة في حدودها التقليدية. ولعل ميدان التعليمية تجسيد واضح لهذا التداخل، إذ تتجاذبه معالم أنشطة متعددة، تتداخل فيما بينها، مستمدة أساسا من اللسانيات وعلم النفس وعلم الاجتماع، مجسدة أساسا في السوسيوألسنية والبسيكوألسنية التي لا غنى للتعليمية عنهما. إن الخوض في مجال التعليمية يفرض على الباحث الانطلاق والاتكاء على هذين النشاطين سلفا، لأنه بهما تتضح معالمها أكثر، وتتبلور نتائجها بطرق أحسن، خاصة وأن الأمر مرتبط بالفرد من جهة والجماعة من جهة أخرى، ومنهما معا حين تفاعلهما داخل بيئات مختلفة. إن الاهتمام بهذين النشاطين شكل تحولا كبيرا في حقل الدراسات اللغوية من جهة، وثورة أكبر في مجال البحث في التربية والتعليم من جهة أخرى، حيث أمد هذا الاهتمام هذا المجال من الدرس الباحثين بآليات جديدة في التعامل مع اللغة، انطلاقا من خصوصياتها الفردية والاجتماعية. كما ساهم في الإجابة على أسئلة كثيرة طالما أرقت المهتمين بالمجال اللغوي والمجال التعليمي؛ خاصة تلك المتعلقة باكتساب اللغة وتعلمها من طرف الأفراد، وتأثير البيئة وطبيعة المجتمع في هذه العملية، ثم إن الأمر الأكيد هو إن طبيعة العمل التطبيقي الذي اتسم به هذان العلمان كانت له الآثار الإيجابية، كونه أدى إلى مناقشة مستفيضة لبعض القضايا النظرية، خاصة تلك المتعلقة باللغة في حد ذاتها، من حيث كونها مؤسسة اجتماعية مجسدة فرديا؛ وساعد في ترقية وتطوير العملية التعليمية التي استندت على هذا العمل، فاستطاعت بذلك أن تصل إلى نتائج باهرة في هذا المجال.

الكلمات المفتاحية

السوسيولوجيا، البسيكولوجيا، الالسنية