مجلة المنهل
Volume 1, Numéro 1, Pages 127-144
2015-06-01

الجمع العثماني وأثره على القراءة

الكاتب : كمال قدة .

الملخص

النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بالأحرف جميعها وكان من الصحابة من قرأ بها جميعا، ومنهم من قرأ ببعضها، ومعلوم أن الصحابة -رضي الله عنهم- قد تفرقوا في الأمصار، خاصة بعد وفاة أبي بكر الصديق وعمر -رضي الله عنه-، وأسس كل واحد منهم مدرسة للإقراء يرجع منطقها الأول إلى الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- ، فأخذ منهم التابعون وتوزعوا بدورهم في الأقطار والأمصار، يعلمون الناس ما أخذوا من أفواه الصحابة الكرام-رضي الله عنهم- أجمعين. وكان كل بلد أو إقليم يأخذ بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة، أومن كان قريبا منهم، فأهل الشام يأخذون بقراءة أبي بن كعب، وأهل الكوفة بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم بقراءة أبي موسى .. وهكذا. ورغم علم المسلمين أن قراءات الصحابة، إنما هي أوجه متعددة لقراءة بعض الكلمات وأنها رخصة من الله عز وجلّ ورحمة منه بهذه الأمة، إلا أن عامل الزمن وابتعاد الناس عن مواطن الوحي وأهله، جعل بعض النفوس من أهل الأقاليم تعتقد أن قراءاتهم أفضل وأصح من قراءة الإقليم الآخر، مما جعلهم ينكرون قراءة بعضهم البعض، وخاصة حينما يلتقون في مواطن الجهاد والمناسبات والأعياد، الأمر الذي أدى إلى التفكير في جمع القرآن ونسخه على نسق جديد يختلف عن النسق القديم، وهو ما يسمى بالجمع العثماني، وفيه أعاد سيدنا عثمان كتابة القرآن الكريم بما يلائم المرحلة الزمنية المباركة وبما يضمن سلامة النص القرآني من التبديل والتحريف، وفي هذا البحث سأحاول تسليط الضوء على أهم المحطات التاريخية التي مر بها الجمع حتى وصل منتهاه، ثم أثر هذا الجمع على قراءة الصحابة التابعين ومن جاء بعدهم.

الكلمات المفتاحية

الجمع العثماني؛ المصاحف؛ القراءة؛ قراءة الصحابة؛ القرآن الكريم.