مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 75-80
2011-12-31

المصطلح النقدي بين ابن المعتز في كتابه البديع والمرزباني في كتابه الموشح بحث في أثر البيئة في صياغة المصطلح النقدي

الكاتب : عبد العزيز شويط .

الملخص

لقد رأيت أن لا أتحدث عن أصالة المصطلح النقدي عند ناقد عربي اختص بالنقد وعرف به، بمن في ذلك قدامة ابن جعفر أو ابن رشيق المسيلي أو القاضي عبد العزيز الجرجاني أو حتى حازم القرطاجني أو الآمدي أو الجاحظ أو حتى عبد القاهر الجرجاني أو عبد الكريم النهشلي أو غير هؤلاء أو غير هؤلاء ممن عرف بالنقد و لازمه طويلا أم قليلا كعبد الرحمن ابن خلدون في حديثه عن الأدب و النقد في المقدمة، وإنما آثرت أن أجعل مجال بحثي هذا في علمين من أعلام الاشتغال العربي بالأدب ولا سيما الشعر من خلال البحث في نقده، وإذا كان المرزباني قد جعل كتابه الموشح في علم الشعر خاصة، فإن ابن المعتز قد جعل كتابه في علوم البلاغة بالجملة وهو ما كان يطلق عليه بعلم البديع والمقصود به علوم البلاغة الثلاث ( البيان و البديع و المعاني ). لقد دعانا إلى تلمس طبيعة المصطلح النقدي عند أمير المؤمنين ابن المعتز إشارة للدكتور شوقي ضيف سنوردها فيما بعدد تتعلق بطبيعة المصطلح في هذا الكتاب، أما الموشج للمرزباني فيختص كما هو مبين في عنوانه بمآخذ العلماء على الشعراء مما يضمن انخراطا أقوى من قبل هذا الكتاب في العملية النقدية، وإن كان المرزباني مجرد ناقل واصف. ولكن قبل الخوض في البحث واستقصاء المصطلحات النقدية في هذين الكتابين يجدر بنا أن نعرج ولو على تعريف واحد أو اثنين يتطرق لمفهوم المصطلح، ذلك أن ((الدلالة الاصطلاحية فهي اتفاق جماعة على أمر مخصوص فإن تم هذا الاتفاق بين الفقهاء في مسألة معينة فهو مصطلح فقهي، وإن تم بين المحدثين فهو مصطلح في الحديث، وإن كان بين النحاة فهو مصطلح نحوي، يقول الأمير مصطفى الشهابي: والاصطلاح يجعل للألفاظ مدلولات جديدة غير مدلولاتها اللغوية أو الأصلية، فالسيارة في اللغة: القافلة، والقوم يسيرون، وهي في اصطلاح الفلكيين: اسم لأحد الكواكب السيارة التي تسير حول الشمس، و في الاصطلاح هي الأوتومبيل. والمصطلحات لا توضع ارتجالا، ولا بد في كل مصطلح من وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة كبيرة كانت أو صغيرة بين مدلوله اللغوي ومدلوله الاصطلاحي•، فشرط المصطلح في البقاء الاتفاق عليه، وإلا لن يكون هناك مصطلح مع الاحتراس في الحديث عن مفهوم المصطلح وهو ما يقوم عليه هذا البحث، والذي حدد بالمصطلح النقدي كي نخرجه من دائرة بقية المصطلحات الأخرى المتعددة )) وحتى لا نسويه بغيره من بقية المصطلحات المنتمية إلى حقول معرفية أخرى غير حقلنا هذا ( النقد الأدبي ). هذا عن المفهوم، أما من حيث التأصيل فإننا (( لو أردنا الحديث عن نشأة المصطلح النقدي فإنه يرتبط ارتباطا كبيرا بنشأة النقد الأدبي، والتي لم يخل منها عصر من عصور الأدب حسب المستوى الفكري والثقافي لذلك العصر بيد أن العصر الجاهلي مجال واسع للحديث عن البدايات أو مرحلة التكوين، فلو قلبنا أنظارنا في تلك الملاحظات أو الإشارات سواء عند النابغة الذبياني أستاذ النقد الجاهلي، أو غيره كأم جندب في قضائها بين امرئ القيس وعلقمة الفحل أو طرفة بن العبد في ملاحظته على جمل المسيب بن علس أو ربيعة بن حذار الأسدي إلى أن ننتهي بملاحظة أهل المدينة على أقوال النابغة فلن نجد مصطلحا هاما شكل مفهوما بارزا في عالم النقد الأدبي وهذا لا ينفي أن يكون حاضرا في أذهان الناس إلا أنه لم يتبلور في شكله الإصطلاحي الذي يجعل منه مصطلحا شرعيا )) ويمكن الاستشهاد في هذا المجال بمصطلح السرقة الأدبية الذي ذكره كل من حسان بن ثابت وطرفة بن العبد في شعرهما .

الكلمات المفتاحية

المصطلح النقدي . ابن المعتز في كتابه البديع .المرزباني في كتابه الموشح