أبحاث
Volume 5, Numéro 5, Pages 5-21
2017-01-01

تشاكل الشعر والنثر في ضوء تداخل الأنساق اللسانية

الكاتب : سطمبول ناصر .

الملخص

لقد ظلت إشكـالية تحديد النص الأدبي في التصور النقدي الحديث أو المعاصر، تمثل إحدى الطروحات الصعبة من جهة القبض على مسالك التحديد لمعالم الصوغ الشعري والنثري، إذ إن المسألة ظلت لدى النقـاد رهن حقل التصنيف المسبق، حين التمست معاينة فوارق التمايز وفق ما توافر لديها من المواضعات النقدية أو النزر اليسير من المقولات التنظيرية. وفي ضوء الإلمام بالرؤى المعرفية والتصورات التنظيرية والمفاهيم المنهجية، ظل منطق التعامل مع محددات النص الأدبي يرتكز على معيارية التصنيف من خلال سلم التحديد لسنن التباين بين الشعر والنثر، نحوما انبرت له بمواجهة التصور بالتصور أو المرحلة بالمرحلة أو مقايسة النص بما يماثله، بعيدا عن معاينة خصوصيات النص الأدبي والاحتكام إليه. وفي هذا الصدد لجأ النقد العربي الحديث إلى مثل هذا الإجـراء من المقايسة بين طبيعتي جنس الشعر والنثر لدى العرب، في مقابل التعدد للفنون الشعرية أو النثرية لدى الغرب1 ـ انطلاقا من التراث الإغريقي ـ أو نحو إقامة معايير التباين لدى المبدع، بوصفه واضعا للشعر أو النثر، ومن ثم ظل النقد العربي الحديث مكرّسا نصب شراسة استقراء محددات التباين بين الشعر والنثر، ضمن دائرة تكاد صورية تمتهن فعل المقايسة الأجناسية في غياب الاحتكام إلى خصوصية النص الأدبي، لذلك، وهي على هذا النحو من الإثبات، يذهب عزالدين إسماعيل متسائلا:(هل يكون الفرق بين الأدب الشعري والأدب النثري مجرد فرق في الدرجة ؟ هل المسألة مجرد كون الإيقاع في الشعر أكثر انتظاما وأن الاعتماد على الإيحاءات والعلاقات وموسيقى الألفاظ أعظم فيه مما هي عليه في النثر ؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين يمكن أن نضع الخط الفاصل بين هذين النوعين من التعبير الأدبي ؟)2، ووفق هذا التعداد لرسم المساءلة يحتكم من جهة أخرى لينعطف إلى حقل الإبداع بوصفه مجالا لتخلّق الطبيعة الأجناسية، ليمارس ضمنه نمطا آخر من السؤال، حين يحتكم إلى ذات المبدع، كونه عاملا محددا، يسهم في فضّ دائرة الإشكال قصد الانتهاء إلى رسم محددات الفاصل الأجناسي بين الشعر والنثر.

الكلمات المفتاحية

الأنساق، الشعر، التشاكل، النقد المعاصر، النص الأدبي، الأجناسية.