الممارسات اللّغويّة
Volume 2, Numéro 2, Pages 126-146
2011-03-01

اللغة وتنمية القدرات الذهنية والإبداعية لدى الطفل: رؤية معلوماتية

الكاتب : علي نبيل .

الملخص

لم يكن الحديث عن أهمية التربية أخطر مما هو عليه الآن، والبشرية تغامر بمصيرها، مندفعة صوب مجتمع المعرفة، تتنازعها الآمال والمخاوف، وتنتظرها تحديات جسام لا عهد لها بها من قبل، في ذات الوقت الذي تلوح لها فيه فرص نادرة لم تكن متاحة لها في سابق عهودها. والحديث عن التربية لابد وأن يجرنا إلى التعليم، والتعليم - كما قيل- هو أهم عوامل التغيير على وجه الأرض، وهو مصدر الرخاء والتقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي، والمعرفة – كما خلص الكثيرون-هي سبيل بلوغ الغايات الإنسانية العليا: الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وإن كانت المعرفة هي محرك مجتمع المعرفة فالتعليم هو وقودها. والحديث عن التعليم لابد أن يجرنا في عصر المعلومات إلى التعلم، وما أعظم الفرق بينهما؛ فمفهوم التعلم أوسع بكثير، حيث يشمل، بجانب التعليم، كما عهدناه، جميع أشكال اكتساب المعارف والمهارات والخبرات على مدى مراحل العمر، من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة المتأخرة، ولا وجه للمقارنة بينه وبين ذلك التعليم وليد آلة الطباعة واقتصاد عصر الصناعة، الذي ينسخ متعلميه في طبعات متكررة كما تنسخ آلة الطباعة كتبها، وينتج خريجيه على طريقة إنتاج الجملة النمطية المتجانسة وفقا لمقتضيات اقتصاد الصناعة ومطالب أسواق عمله، وطابع إدارته المركزية الصارمة. وما أفشله من تعليم أدى إلى بؤس المعلم وتعاسة المتعلم، تعليم ينكر على الصغار إبداعهم ويميت لديهم غريزة الفضول والرغبة في المعرفة، ويخرس أفواه الكبار، ويرسخ لديهم النزعات السلبية، ويحد من أفق فكرهم وحياتهم ويطمس ملامحهم الذاتية، تعليم لا يراعي الاختلافات الفردية، فلا يأخذ بيد العاجزين عن اللحاق بأقرانهم، في ذات الوقت الذي يقتل في النابغين موهبتهم.

الكلمات المفتاحية

-