التراث
Volume 4, Numéro 4, Pages 1-16
2014-06-15

عنايُة القراءِ بالنسخِ الخطية لكتبِ القراءات -المظاهر والآثار-

الكاتب : يوسف بن مصلح بن مهل الردادي .

الملخص

وهو عن معايير التفاضل بين النسخ الخطية. برغم تعدد النسخ الخطية لكثير من كتب ساداتنا من العلماء السابقين، إلا أن التفاضل بين هذه النسخ للكتاب الواحد يبقى أمراً بالغ الأهمية، نظراً لما له من قيمة عالية لا يقدرها الثمن. ولذلك فقد اعتنى علماؤنا المتقدمون بالنسخ الخطية وميزوا بينها، وكانت لهم معرفة بالوراقين الجيدين الذين يؤتمن الواحد منهم على ما ينسخ من الكتب، فتكون له الحظوة عند العلماء والوجهاء، ويستبعد غيره ممن دخل هذا المضمار ولم يكن من أهله. يقول عبد السلام هارون -أعلى النصوص هي التي وصلت إلينا حاملة عنوان الكتاب واسم مؤلفه، وجميع مادة الكتاب على آخر صورة رسمها المؤلف وكتبها بنفسه، أو يكون قد أشار بكتابتها أو أملاها، أو أجازها، ويكون في النسخة مع ذلك ما يفيد اطلاعه عليها أو إقراره لها. وهنا أمر قد يوقع المحقق في خطأ جسيم، وهو أن بعض الغافلين من الناسخين قد ينقل عبارة المؤلف في آخر كتابه، وهي في المعتاد نحو- وكتب فلان- أي: المؤلف، ثم لا يعقب الناسخ على ذلك بما يشعر بنقله عن نسخة الأصل، فيظن القارئ أنها هي نسخة المؤلف. وهذه مشكلة تحتاج إلى فطنة المحقق وخبرته بالخط والتاريخ والورق ويقول شيخ المحققين المعاصرين الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف عن القيمة العلمية لنسخة المؤلف، والتي أشار إليها سلفه عبد السلام هارون -فمن المعلوم في بدائه العقول أن علم تحقيق النصوص إنما يهدف إلى تقديم نص صحيح مطابق لما كتبه مؤلفه ما استطاع المحقق إلى ذلك سبيلاً. أما إذا تحقق وصول النسخة التي كتبها المؤلف بخطه، وثبت للمحقق أنها آخر ما ارتضاه لكتابه، فلا فائدة لأي نسخة أخرى منتسخة عنها أو من غيرها، لأنها على كل حال سترد في صحتها وخطئها إلى نسخة المؤلف التي كتبها بخطه

الكلمات المفتاحية

النسخ، الخط، التراث، التطابق.