مجلة الدراسات الإفريقية
Volume 3, Numéro 7, Pages 130-148
2019-05-24

هوية مصر اللغوية بين الهويتين العربية والإفريقية

الكاتب : عمر عبد الفتاح . يحيي محمد .

الملخص

ملخص تعد الهوية اللغوية إحدى المكونات الرئيسية لهوية مجتمع ما، حيث تشير الهوية اللغوية إلى معنى الانتماء عن طريق ما تمثله اللغة لأفراد المجتمع ودورها في فهم العلاقة بين لغتنا وبين أنفسنا. والهوية اللغوية مثلها مثل بقية الهويات، منتج دينامي يتأثر بما يعتري المجتمعات من تغيرات تاريخية واجتماعية وسياسية… إلخ. وقد تكون الهوية الجمعية نمطية وحصرية، ولا تمثل الواقع بدقة، ومع ذلك فإن هذه الهوية الجمعية المتخيلة هي في الواقع التي تدفع الأفراد إلى اتخاذ مواقف واتجاهات في التعامل مع "الذات" من جهة ومع "الآخر" من جهة أخرى. الأمر الذي يجعل دراسة العلاقة بين اللغة والهوية مهمة محورية خاصة في ضوء ما تمنحه دراسة بناء الهويات اللغوية وتشكيلها من وسائل تقلل من الآثار السلبية الناتجة عن صراع الهويات اللغوية المختلفة ضمن نموذج الدولة الوطنية (القومية). تعد اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة المصرية، وتمثل في صورتيها (الفصحى والعامية) الهوية اللغوية الجمعية المعيارية لمصر. ولكن عربية مصر تأثرت على مدار تاريخها بعناصر من لغات أفريقية وفي مقدمتها اللغة القبطية ولغات أخرى، ولم تنل هذه المظاهر كثيرًا من اهتمام الدارسين. كذلك يوجد في مصر لغات أخرى غير العربية ولهجاتها؛ فاللغة النوبية تُتحدث في جنوب مصر وهي لغة تنتمي إلى أسرة اللغات النيلية الصحراوية. وتُتحدث لغة البيجاBeja في جنوب شرق مصر بين البحر الأحمر والنيل وتنتمي لأسرة اللغات الكوشية، كما يتحدث سكان واحة سيوة غربي مصر اللغة السيوية والتي تنتمي بدورها إلى اللغات الأمازيغية. تهدف هذه الدراسة إلى دراسة الهوية اللغوية لمصر من خلال محاولة الإجابة على أسئلة بحثية رئيسية، منها: هل المجتمع المصري مجتمع متعدد الهويات اللغوية؟ وهل يمكن وصف الهوية اللغوية في مصر بالهوية الأفريقية؟ وما أهم الملامح والمؤثرات الأفريقية التي تفاعلت مع الهوية اللغوية المصرية؟ وتبدأ الدراسة بتناول مفهوم الهوية اللغوية ودورها المحوري في تشكيل هوية المجتمع، وتثني بالحديث عن الوضع اللغوي في مصر فتعرض لغات مصر تاريخيًا بداية من المصرية القديمة بمراحلها المختلفة وصولًا للقبطية وتحول مصر للعربية، كما تناقش الازدواجية اللغوية بين الفصحى والعامية ولهجات العربية في مصر. وتنتقل الدراسة للحديث عن اللغات غير العربية في مصر والتي تضم اللغة السيوية ولغة البيچا واللغة النوبية فتبين مكانتها وانتشارها وعدد متحدثيها وأصولها الأفريقية. ومن ثم تناقش الدراسة الهوية اللغوية الأفريقية لمصر، عبر تناول محورين: الأول علاقة القرابة اللغوية والأصول المشتركة بين اللغات المصرية واللغات الأفريقية، وقضية أصالة العربية في أفريقيا، والثاني علاقة التأثير والتأثر بين اللغة العربية واللغات الأفريقية. وتنتهي الدراسة بخاتمة بنتائج الدراسة. * * *

الكلمات المفتاحية

اللغات الأفرغ - الهوية اللغوية- هوية مصر اللغوية