مجلة الآداب و اللغات
Volume 6, Numéro 2, Pages 79-83
2006-03-16

النزعة التاريخية في كتابات الأمير عبد القادر

الكاتب : محمد بلعربي .

الملخص

قد يكون من المبالغة بما كان أن نعد الأمير عبد القادر مؤرخا ولكن كتبه تشهد على حضور نزعة التأريخ عنده. ولعل كتابيه " ذكرى العاقل وتنبيه الغافل " و " المذكرات " دليل على ما نريد إثباته في هذا المقال. يمثل الأمير نموذج المثقف الجزائري في القرن التاسع عشر، ذلك المثقف الذي استوعب ثقافته التراثية ، وتمثلها أحسن التمثل . " فهو مثال واضح لمثقف التراث الخالص " (1) ولقد طغى على ثقافته جانب الدين طغيانا كبيرا ، وفسر ذلك بعمق إيمانه ، وكبير تعقله بالسلف الصالح . والحديث عن الدين والنبوة عند الأمير لابد أن يقترن بتاريخيهما . فتاريخ الدين هو تاريخ الخلق، وتاريخ النبوة هو تاريخ جميع الأنبياء . من آدم إلى محمد . والحديث عن العرب هو تاريخ العرب ، والحديث عن الخط العربي هو تاريخ الخط العربي . ومن ثم تبدو النزعة التاريخية واضحة في كتابات الأمير رغم أن الغاية منها لم تكن هي كتابة التاريخ والواقع أن " التاريخ " للظواهر قبل وصفها هو منهج علمي أصيل شريطة أن يتقيد من يؤرخ بمنهج يقيه عاقبة الزلل، ويصونه من الوقوع في الأحكام المسبقة ، وذلك بعرض المادة المؤرخ لها على محك العقل ليستخلص منها ما يجوز ممّا لا يجوز ، ما يعقل ممّا لا يعقل.

الكلمات المفتاحية

النزعة التاريخية - الأمير عبد القادر