دراسات اقتصادية
Volume 10, Numéro 3, Pages 279-292
2016-08-01

السياحة في الجزائر: قفزة نوعية ولكن صناعة مؤجلة

الكاتب : هدير عبد القادر .

الملخص

إن الوضعية الحالية لقطاع السياحة بالجزائر هي نتاج عدم استقرار القطاع من جهة خصوصا ما تعلق بالسياسات المنتهجة لتطوير القطاع أو الاعتمادات المالية المخصصة أو حتى من حيث عدم استقرار الوزارة الوصية ،كما نجد أن الصلاحيات الممنوحة لهذه الأخيرة غير كافية لتبسط سيطرتها على القطاع، ومن جهة أخرى عرف القطاع تأخرا في العديد من المشاريع بسبب مشكل العقار السياحي وغيرها من الإجراءات المعقدة التي أثقلت كاهل المستثمرين، لكن هذا لا يعني أن الدولة الجزائرية لم تبذل جهودا لتطوير القطاع والذي تجسد في عدة مخططات وطنية وبعدها إستراتيجية التطوير لآفاق 2010 والتي عدلت إلى آفاق 2015 ثم آفاق 2025 ثم آفاق 2030، ولكن هذه الجهود تفتقر إلى نوع من الجدية والتشخيص الفعلي لنقاط الخلل والضعف في القطاع، وحتى الإستراتيجية الحالية للقاع لأفاق 2030 تحتاج إلى مراجعة وإعادة صياغة بإشراك الخبراء وأهل الاختصاص، والتحديد الدقيق لنوع المنتجات الواجب تطويرها، لأن الجزائر بشكل قارة لا يمكن تطوير السياحة فيها في كل الولايات، وعليه يجب أن تكون التنمية السياحية مركزة حسب خصوصية كل منطقة ونوعية السياح المستهدفين، لا مجرد عرض حال و أرقام لا تمد إلى الواقع بصلة، لأن السائح المحلي أو الأجنبي يمكن أن نوهمه بالكلام، لكنه إذا اصطدم بالواقع ستكون النتائج سلبية على صورة القطاع وسمعة البلد ككل، وعليه على الحكومة والسياسيين وصناع القرار أن يفتحوا نقاش فعلي وصريح لبعث هذا القطاع المهم وضرورة صياغة إستراتيجية وطنية بمشاركة الجميع، ثم يأت الدور على الجهة المسؤولة عن القطاع لتجسد هذه الإستراتيجية مع منحها استقرا وصلاحيات أوسع. فهل الجهود التي تقوم بها الدولة كفيلة لإقامة صناعة سياحية؟

الكلمات المفتاحية

السياحة في الجزائر: قفزة نوعية ولكن صناعة مؤجلة