المجلة الجزائرية للاتصال
Volume 16, Numéro 22, Pages 83-116
2014-01-01

تحليل الخطاب بين الغموض ومسالة الخلاف

الكاتب : الطاهر بصيص .

الملخص

إن ما نعيشه في العصر الراهن من ثورة معرفية مست شتى ميادين الحياة سواء على المستوى الفكري المجرد والمادي الملموس، ليس وليد طفرة معرفية انتابت العقل البشري بشكل اعتباطي، بل هو انتاج تراكم فكري حضاري استغرق حقب زمنية من عمر البشرية نتج عن انطلاق فهم الانسان وفضوله لرصد وفهم ما يدور حوله ومحاولة إيجاد تحليل وتفسير ومناقشة لكل ما يصل إليه من استقرائه واستنباطه المعرفي. فكان أن بلغنا مجموعة من الرؤى والأفكار تمثل مدارس وتيارات فكرية التي ترجمت محاولات أصحابها لفهم وتفسير مفهوم تحليل الخطاب ضمن الأطر العلمية التي كانت تحكمه كل وفق رؤيته ومنهجه الفكري وبيئته الحضارية، الثقافية والاجتماعية والسياسية. وقد اعتمد الدارسون والباحثون الذين نقبوا كثيرا في دراستهم وإسهاماتهم العلمية في إطار تحليل الخطاب مدارس كثيرة ومختلفة نركزها هنا على بعض المدارس التي تعد روافد أساسية أرست دعائم كحجج وبراهين يستند إليها الباحثين في تدعيم أطروحاتهم في هذا الإطار، يراها الباحث من وجهة نظره ضالعة حيث أسهمت في التشخيص الدقيق للمرتكزات العلمية لمفهوم تحليل الخطاب إذ تزخر الإسهامات الأجنبية والعربية بالكثير من البحوث والدراسات التي تتناول تحليل الخطاب والتي عادة ما يقع الباحث في نوع من الضبابية واللبس وتتجلى هذه الصعوبة في عملية إيجاد تعريف متفق عليه، ويرجع من وجهة نظري لتعدد المشارب والاتجاهات النظرية التي تتناول هذا المفهوم إذ هناك مجموعة من المتغيرات التي تتحكم في ذلك وبخاصة المتغيرات المجتمعية التي طرأت في حقب زمنية معينة والتي تشكل طبيعة النضج ووعي العنصر البشري نتيجة لسياق الزمان والمكان في كل الأحوال.

الكلمات المفتاحية

الخطاب، تحليل المضمون، الاتجاهات النظرية