مجلة قانون العمل و التشغيل
Volume 3, Numéro 2, Pages 316-326
2018-06-01

الواقع البيئي في ظل المتغيرات الدولية - دراسة بعض الدول العربية -

الكاتب : فيصل شرارة .

الملخص

لقد عانت معظم الدول النامية بصفة عامة ودولنا العربية بصفة خاصة من أثار الاستعمار الذي انعكست على جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهذا بدوره ما انعكس على الواقع البيئي في هذه الدول بحيث أن الدول المستعمرة عملت على نهب خيرات هذه الدول وثرواتها بدون إعطاء أي اعتبار للجانب البيئي في هذه الدول، وبعد الاستقلال ركزت الدول النامية على عملية البناء والتشييد وتحقيق حاجيات الأفراد، هذا ما أدى إلى غياب الاهتمام بالواقع البيئي في البداية ، وبعد التزايد العالمي بالاهتمام البيئي والمشاكل البيئية وضرورة إدراج البعد البيئي في عمليات التنمية لكل الدول وبعد الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال بدأت بعض الدول بالاهتمام بالبعد البيئي في إستراتجياتها التنموية، وبالرغم من ذلك فقد تميز الواقع البيئي في معظم الدول النامية ومنها العربية بالتدهور وعدم الرقي للمستوى المنشود والدليل على ذلك في دولنا العربية ظاهرة التلوث بمختلف أشكاله وكذا ظاهرة التصحر وزحف الرمال وكذا غور وجفاف المياه العذبة. وإن التغيرات التي عرفتها الساحة الدولية في ظل العولمة والانفتاح التجاري والسوق الحرف فلقد زادت من حدة تدهور الواقع البيئي في جل الدول النامي بصفة عامة وذلك من خلال إشباع حاجيات ومستلزمات الصناعات الثقيلة من موارد أولية وثروات باطنية واستنزاف الطاقات الغير متجددة مثل البترول والغاز وكذا ما تخلفه عمليات النقل الدولية من تلوث خاصة السكن الناقلة للبترول ومشكل الزيوت والتلوث المائي ،وما تتركه المؤسسات والشركات العالمية العملاقة المحركة لآليات العولمة من إجهاض بيئي واستنزاف وتلوث من خلال مصانعها المنتشرة في معظم الدول النامية . وبالرغم من ذلك فإن الواقع البيئي في ظل التغيرات الدولية عرف بعض الالتفاتات التي دفعت به إلى ضرورة فرض سبل الحماية على مختلف العناصر البيئية وتحديد أركان المسؤولية الناتجة عن الإخلال بالسلامة البيئية وتدهور النظام البيئي ، ولفقد تجلى ذلك في الاتفاقيات الدولية المبرمة في هذا المجال والتشريعات المحلية والوطنية وكذا الآليات الهيئات الخاصة بذلك. ومنه يمكن القول أن التغيرات الدولية في ظل العولمة قد كان لها الأثر السلبي على واقع البيئة في الدول النامية، ولكن كان لها دور إيجابي كذلك من خلال إعطاء المسؤولية الدولية ووضع قواعد الحماية ونشر الوعي البيئي من خلال المنظمات الغير حكومية ونشر ثقافة الحفاظ على البيئة في الشركات والمخططات الاستثمارية.

الكلمات المفتاحية

الواقع البيئي ، المتغييرات الدولية ، العولمة ، المنظمات غير الحكومية .