El-paradigm Journal مجلة البراديغم
Volume 1, Numéro 2, Pages 119-132
2016-08-29

التفسير السيكولوجي للغة الخطاب عند الطفل

الكاتب : شلابي عبد الحفيظ .

الملخص

الهدف من هذا البحث هو تقديم تفسير سيكولوجي للظاهرة وأن اللغة الخاصة عند المراهق في الجزائر على غرار باقي بلدان حوض المتوسط تحمل عدة دلالات وتفسيرات من الوجهة السيكولوجية خاصة التحليلية منها التي تعتبر هذه اللغة جزء من القوى النفسية والعقلية للمراهق التي تخضع لإعادة التنظيم وهي قد تدل على هشاشة العلاقات الأولية مع المواضيع والتفاعلات مع الوالدين في الطفولة وعلامة مؤقتة لعدم التكيف الذي قد يحل حسب طبيعة العلاقات الأولية مع المواضيع وتعتبرها كدليل على اللامعيارية وضعف الذات. وقد تعبر عن سياق دفاعي وآلية من آليات الكف التي تصيب الأنا وتضعف وظيفته في خفض القلق الناتج عن الصراع بين النزوات الجنسية للهو من جهة المغذاة بفعل الغزو الثقافي الغربي الذي أبرز نماذج جديدة يتماهى معها المراهق تتمثل في المطربين، الرياضيين والفنانين وغياب الحدود في التنشئة الاجتماعية ومواصلة إشباع اللذة الطفولية وعدم القبول بمبدأ الواقع ومن جهة أخرى متطلبات الأنا الأعلى الفردي والجمعي التي جعلت المراهق نتيجة هذا الصراع ينكمش في جماعة الرفاق والتخاطب بلغة خاصة يفهمها إلا من يعيش ضمن الجماعة. كما يمكن أن تفسر بإشباع مقنع لنزوات الهو لتجنب تأنيب الأنا الأعلى والدخول في صراع مع الهو. كما أنها ترمز إلى الحيرة التي تميز أنا «Moi» المراهق الذي هو قلق عن مستقبله وغير مستعد للدخول في عالم الرشد بسبب الصعوبات الاقتصادية وقلة فرص العمل وبالتالي عدم إمكانية الارتباط مع شريك من الجنس الأخر. هذه اللغة الخاصة قد تدل على عدم اقتناع المراهق بنموذج الراشد الموجود في المجتمع حتى يتماهى معه بسبب افتقاده للقوة والسلطة والمقومات المرغوب فيها وبالتالي انتهج هذه اللغة الخاصة كتعبير عن الانتقام منه رمزيا وعلى المستوى الإستهامي وبالتالي تخفيض القلق عنده والتنفس انفعاليا. وتم التوصل إلى الكشف بأن الظاهرة رغم غرابتها قد تبقى في إطار العادي المؤقت من وجهة نظر علم النفس لهذا فالمطلوب من الأخصائيين خاصة العاملين في الحقل المرتبط بالأحداث العمل على فهم هذا الراشد الصغير والتقاط همومه بفهم لغته أولا ومحاولة تخفيض مدة الظاهرة ثانيا ثم في الأخير تسريع إدماجه في المجتمع على جميع المستويات مع إجراء إصلاح جدري في المنظومة التربوية خصوصا ترقية لغة التدريس إلى المستوى الذي يتناسب مع الطموحات المشروعة والطبيعية لهذه الشريحة الخاصة في كل شيء وبالتالي جلب اهتمامه وتلقينه المبادئ النابعة من مقومات الحضارة العربية الإسلامية المراعية لمتغيرات الزمن والمكان ومنعه من العيش في ظاهرة سلبية تفوت عنه الوقت الثمين وتجنيبه الانزلاق في أحضان حضارة غريبة عن مقومات وثوابت المجتمع وبالتالي مواصلة النمو بدون تناقض والتمتع بالصحة النفسية.

الكلمات المفتاحية

فسير سيكولوجي، اللغة ، المراهق ، الجزائر ،