الساورة للدراسات الانسانية والاجتماعية
Volume 3, Numéro 1, Pages 12-35
2017-03-15

الطلاق في المجتمع الجزائري: رؤية سوسيولوجية

الكاتب : أ د. سعيد عيادي . د. زهرة بلعيد .

الملخص

الطلاق هو فعل إنساني مترافق مع بقية أفعال الإنسان التدبيرية الأخرى، ولكننا بالتكرار والتراكم ألف الناس النظر إلى هذا الفعل الإنساني نظرة مقيدة بموقف أخلاقي رافض لها وممتنع عن قبولها وذهب أهل الحكم والتقدير إلى تخصيص قيود المنع والحؤول لحصوله اتجاهات شتى، فالأمر يقوم هنا على اعتبار أن هذا الفعل ينطوي على سلوكات مرضية اجتماعيا ونفسيا، والسلوك كذلك ناجم عن فعل غير مسؤول، لذلك يتم مواجهة الوضع باعتماد إجراءات الصلح والمصالحة أمام الأئمة ومجالس الأعيان وأمام القضاء وأمام الأخصائيين النفسانيين، ولكننا بالعودة إلى تاريخ الظاهرة نجدها متعلقة بنوع من علاقة اجتماعية خاصة مرتبطة بمقدس ثابت في التاريخ الإنساني، وهو اعتبار أغلب المجتمعات الانسانية حادثة الزواج رابطة دينية مقدسة، لا يمكن أن ينتزع شكلها وسياقها من الطقس المقدس أي كونه رمز من رموز الهالة والهيبة والطهر حين تتضمن العلاقة الزوجية ركنا مقدسا فيها قائما على الرابطة الزواجية التي هي إرضاء للرب وللإله وللنظام الغيبي كيفما تتصوره الشعوب منذ القدم، وعلى هذا مازال الزواج يمثل هذه الرابطة الدينية المقدسة ومازال الطلاق يمثل بالمقابل فعلا مرضيا شاذا وفعلا ممقوتا، وعليه فإن بدت أو ظهرت مشاكل ومتاعب في تسيير العلاقة الزواجية، فعلى كل واحد أن يتحمل ويصبر ويتجاوز عن الآخر، لأن ذلك أيضا جزءا من هذه القداسة التي حملتها العلاقة الزوجية منذ القدم بين مختلف الشعوب، لكننا في هذا العمل نحاول أن نقدم مقاربة علمية محايدة لا تدخل في فضاء تفسير وترميز المقدس من جديد، ولكنها تؤمن بتحليل طبيعة التغيرات التي تطرأ على العلاقات الاجتماعية وتؤثر فيها وتحدث فيها ملامح جديدة وتمثلات لم تكن حاصلة من قبل.

الكلمات المفتاحية

الطلاق؛ الصلح؛ الزواج؛ العلاقات الاجتماعية