مجلة الواحات للبحوث و الدراسات
Volume 8, Numéro 1, Pages 998-1049
2015-06-15

حســن بــــن الطيب بوعشرين تطريب الأسماع بأخبار الجزائر وما يقربها من الأصقاع

الكاتب : عيسى بن الذيب .

الملخص

تقع الرحلة الموسومة ب " تطريب الأسماع بأخبار الجزائر وما يقربها من الأصقاع " لمؤلفها الحسن بن الطيب بوعشرين ضمن السفر الأول من "كتاب التنبيه المعرب عما عليه الان حال المغرب " وتحديدا في الباب الرابع المعنون ب " أخبار الجزائر والسبب في وصولنا إليها ، وما فيها من البهجة والرونق وكل ما يُشتهى " التي يرجع السبق في نشرها للمؤرخ المغربي محمد المنوني لكن دون دراسة ولا تحقيق وعليه ارتأيت دراستها وتحقيقها لأهميتها بالنسبة لتاريخ الجزائر المعاصر لكونها تحوي معلومات قيّمة عن مدينة الجزائر قلّما نجدها في مصادر أخرى . وبالرغم من أن الزيارة التي قام بها صاحب الرحلة إلى الجزائر كان هدفها محددا سلفاً يكمن في مُشاركة الحسن بن الطيب بوعشرين والوفد المرافق له ضمن الوفود المستقبلة للرئيس الفرنسي إيميل لوبي الذي زار الجزائر في الفترة ما بين 15 ـ 24 افريل 1903 م وبالرغم من محدودية أيام الرحلة التي لم تتجاوز أحد عشر يوما في حالة عدم احتساب الأيام التي قضاها صاحب الرحلة في المغرب والبحر واقتصر حسابنا على الأيام التي قضاها في الجزائر فحسب إلا أنه استغل تواجده بها وقام بتسجيل مشاهداته عن مدينة الجزائر وضواحيها وهنا تكمن أهمية الرحلة . ولإخراج الرحلة في قالب اكاديمي ارتأيت التعريف بصاحب الرحلة المرُاد دراستها ومدى أهميّتها فعرفت مُسْبقًا بأسرته وبصاحب الرحلة بدء بتعليمه وترحاله وجوانب من حياته مع ذكر لبعض مؤلفاته وسبب تأليفه للرحلة ، ثم ركزت على مضمون الرحلة وعملت على الفصل بين ما جاء فيها بعناوين هي من إنشائي لكون المؤلف قد أغفل ذلك . ولتوضيح الرحلة أكثر تتبّعت مسار الرحلة انطلاقا من خروج صاحب الرحلة من مدينة فاس رُفقة الوفد المرافق له ووصوله لمدينة الجزائر بغرض المشاركة ضمن الوفود المستقبلة للرئيس الفرنسي واستقبال هذا الأخير للوفد المغربي وحضور صاحب الرحلة للاحتفالات والاستعراض العسكري الذي أُقيم على شرف الرئيس . وبعد انقضاء مُهمّته السفارية التي كُلّف بها الحسن بن الطيب بوعشرين بدا المؤلف كشخص عاد أخذ يتجول بمدينة الجزائر ويصف المحال والأماكن التي قام بزيارتها بدء بأدائه لصلاة الجمعة بالجامع الكبير وزيارته لضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي والجامع الجديد ، ثم شرع في وصف عمارة الجزائر ذات الأبنية الراقية وشوارعها المفروشة بالحجر المنحوت . وشملت رحلته وصفه لمحل رصد الزلازل والمحجر الصحي المقام خصيصا لذوي الأمراض المعْدية كما تناولت الرحلة القوانين التي سنّتها السلطات الاستعمارية لتمليك الأراضي ، ولم تستثن الرحلة الإشارة إلى جوانب أخرى هامة ذات علاقة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الجزائري في تلك الفترة مثل وسائل النقل الفردية والجماعية المستخدمة من طرف أهالي مدينة الجزائر مع الإشارة إلى أسواقها ووفرة سلعها واستقرار الأسعار بها ، كما لمّح صاحب الرحلة إلى التدريبات العسكرية التي يقوم بها الجند الفرنسيين ببعض ساحات المدينة وختم رحلته بزيارة حديقة الحامة ووصفه لها مع وصفه العام لحال أسواق مدينة الجزائر ومرساها لينهي كتابة رحلته بمدينة الجزائر في السادس والعشرين من شهر محرم سنة الف وثلاثمائة وواحد وعشرين .

الكلمات المفتاحية

/