مجلة الحقيقة
Volume 2, Numéro 2, Pages 205-232
2003-12-30

بعث التنمية المستديمة في دول الجنوب ( قراءة في استراتيجية المؤسسات النقدية والمالية الدولية )

الكاتب : دحمان بن عبد الفتاح .

الملخص

تتميز المجتمعات الفقيرة بمجموعة من المساوئ*على مختلف الأصعدة الاجتماعية الاقتصادية والسياسية ، ولذلك أصبحت عملية تجاوز الفقر تحدياً أمام المجتمعات المتخلفة ذاتها ، وكذلك في سياسات واستراتيجيات المجتمع الدولي؛ لغرض تحقيق الرفاهية التي لا تستديم مع مضي الزمن ومن آثار الفقر ما يلي: • اتسام حياة الفقراء بانعدام الحيلة ، وعدم القدرة على التعبير؛ مما يحد من قدرتهم على الاختيار، ويحدد نوعية تعاملهم مع أرباب العمل والأسواق والدولة. • الخوف من المستقبل ؛ كما جاء على لسان أحد الفقراء الروس: إن الفقير في كل يوم يخاف من اليوم التالي ؛ أي فقدان الأمل في الحياة ؛ وهو ما يتبين من استنادنا لقول إحدى البلغاريات الفقيرات: أن تعيش يوم بيوم دون مال ولا أمل فذلك هو الفقر وهذا ما يُمكن أن تعزى له معدلات التزايد السكانية المرتفعة في المجتمعات الفقيرة بغية أن يكون في المولود الجديد أمل. • الخيارات المتاحة للفقراء تعد محدودة للغاية؛ ناهيك عن عدم قدرتهم على إسماع صوتهم للغير أو التأثير فيما يجري لهم ؛ فالموارد المحدودة تجبر الفقراء على التفكير في إطار آفاق قصيرة المدى، وهو ما يُستنتج من تصريح مجموعة من شباب الإكوادور: لا يمكنك التفكير في المستقبل؛ لأنك لا تستطيع إلا أن ترى كيف تعيش الحاضر. • نقص أو انعدام الثقة بالنفس يعد إحدى النتائج البارزة للفقر ومن أبرز وأخطر آثاره؛ إذ يؤدي إلى الإساءة للمصدر والتعلق والارتباط بالآخر، وانتشار روح الاحتقار والإساءة بين أفراد المجتمع الفقير؛ وبالتالي علاقات اجتماعية معقدة يغيب فيها السلام والاستقرار السياسي لتتميز بالحروب والخلافات المستمرة ، مما ينتج عن ذلك عدم القدرة على الانتظام والاتفاق، وانتشار سلوك الوفاء للآخر أكثر من الوفاء للواقع؛ وقد عبر عن ذلك الرجل الأوزبكستاني الفقير بقوله: إن الكلب لا يخون صاحبه. • نقص المناهج والطرق التعليمية المتطورة والواضحة والمراعية لظروف المجتمع ناهيك عن توفير الرعاية الصحية؛ وبالتالي الافتقار إلى الحماية الفكرية والجسدية وراحة البال، إضافة إلى الحرمان وعدم فهم الواقع وانتشار معلومات وثقافات الآخر في مجتمع الفقراء؛ مما يؤدي بهؤلاء إلى رؤية أن التطور والخـروج من بوتقة الفقر، يتوقف على ذلك المعبَر ( ثقافة الآخر) فقط. • هيمنة أسلوب الفساد وانتشار مظاهر الضعف الإداري على مستوى المؤسسات والإدارات الحكومية وقد يمس هذا الفساد السياسات الحكومية مما يتولد عنه أرباحاً لأفراد قلائل في المجتمع من ذوي المصالح الخاصة، وكذا سوء تخصيص الأموال العامة وافتقاد الشفافية الاقتصادية وعدم ديمقراطية المالية العامة، إضافة إلى اللاتناسق على مستوى النظم التشريعية.

الكلمات المفتاحية

التنمية المستديمة، دول الجنوب، ، استراتيجية المؤسسات النقدية