مجلة الحقيقة
Volume 3, Numéro 1, Pages 71-100
2004-06-30

اللاجئون الفلسطينيون بين حقوق الإنسان وحق العودة

الكاتب : عزيزة محمد على بدر .

الملخص

تمثل مشكلة اللاجئين واحدة من أعقد عناصر القضية الفلسطينية، ضمن مشكلات عديدة أخرى كالحدود والقدس والمستعمرات والمياه...وغيرها، وهي تلك المشكلة التي تمس حقوق الإنسان والحريات، والتي تأثرت وما زالت تتأثر بكل مستجد على الساحة في الأراضي المحتلة أو في دول اللجوء والشرق الأوسط وبل وبالأحداث العالمية.. وهي المشكلة التي بدأت بشكل حاد واضح منذ نشب الصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل في 14/مايو،1948 ، حيث كانت إسرائيل قد سيطرت على ثلاثة أرباع المنطقة التي كانت تحت الانتداب البريطاني قبل انسحاب المملكة المتحدة التي كانت تتمتع بسلطة الانتداب لإدارة الإقليم، وذلك بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 على تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية، وقد رفض العرب في فلسطين والدول العربية مشروع التقسيم الذي أعطى السكان اليهود أكثر من نصف أراضِ الإقليم بالرغم من حقيقة أن السكان العرب كانوا أكثر عدداً في ذلك الوقت، وإبان الصراع الذي أعقب ذلك استولى اليهود على مزيد من الأراضي، وتم إعلان قيام دولتهم. ومع التوصل إلى اتفاقية الهدنة في عام 1949 كانت إسرائيل قد سيطرت على ثلاثة أرباع المنطقة التي كانت تحت الانتداب البريطاني. وفي تلك الفترة ازداد وقوع المزيد من الاشتباكات بين العرب واليهود. وفي أعقاب ذلك جرى طرد حوالي 750 ألف فلسطيني وإجبارهم على الفرار من المناطق الواقعة تحت السيطرة اليهودية. وحاولت الأمم المتحدة التفاوض بشأن عودتهم إلى ديارهم، لكن إسرائيل حالت دون ذلك.. ومازالت، وسرعان ما تم إنشاء مستوطنات يهودية جديدة على مساحات كبيرة من الأراضي المملوكة للفلسطينيين واستوطن القادمون الجدد من المهاجرين اليهود في بيوت الفلسطينيين.. بينما استقرت الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الحضرية بالبلدان العربية أو تمت عودتهم إلى الوطن، لكن بقى نحو ثلث اللاجئين تقريباً تأويهم المخيمات في المنطقة، ومنذ ذلك الحين ظلت هذه المخيمات تمثل رمزاً لمحنة اللاجئين الفلسطينيين. . الذين بالرغم من الاعتراف بحقوقهم في العودة كجماعة في قرار الجمعية العامة رقم 194 الصادر أول ديسمبر 1948، مازالوا لاجئين يتلقون مساعدات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنىUNRWA وهي الوكالة التي نشأت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1949. واليوم يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين ما يقرب من أربعة ملايين نسمة في المنطقة، من إجمالى أكثر من سته ملايين فلسطينى في جميع أنحاء العالم، إذ تأثر عددهم بالمستجدات والصراعات في المنطقة مع الزيادة الطبيعية لأعدادهم. هناك عدة فئات من اللاجئين الفلسطينيين، لا يحق لهم كلهم تلقى مساعدات الأنروا ، ويتلقى العديد منهم مساعدات مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، كما تعمل الأنروا بشكل وثيق مع منظمات أخرى للأمم المتحدة فما هي؟ ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون جغرافياً في بلدان المنطقة، يقيم جزء منهم في مخيمات، فما هو التوزيع الجغرافي لهم ولمخيماتهم، وما هي خصائصهم الديموجغرافية، وكيف يحصلون على حقوقهم الإنسانية؟ وما الجهات المنوط بها تقديم المساعدة لهم، وما هو مستو الخدمات المقدمة لهم في مخيماتهم- صحية وتعليمية وغذائية وبنية أساسية وغيرها - ومن يقوم بعمليات التمويل، وما تقييم أوضاعهم في ظل مفاوضات السلام المتعثرة وانتفاضة الأقصى وظروف الصراع، وما هي حدود الأمل في العودة والتي يحلم بها أي لاجئ حول العالم، وهل يمكن عودتهم عملياً ؟

الكلمات المفتاحية

اللاجئون الفلسطينيون، حقوق الإنسان، القضية الفلسطينية،سلطة الانتداب