مجلة الحقيقة
Volume 4, Numéro 2, Pages 01-10
2005-12-30

دور الجامعة في إحداث التنمية أثناء فترات التحول الاقتصادي

الكاتب : أ.د فرج عبد الفتاح فرج .

الملخص

شهدت الانظمة الاجتماعية تغيرات ملحوظة على المستوى العالمى منذ بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين. وقد تبلورت هذه التغيرات الاجتماعية فى تعميق فلسفة الحرية واعلاء هذه القيمة على باقى القيم الاجتماعية الاخرى. وتعنى قيمة الحرية بالفرد على المستوى الاجتماعى فى أنساقه المختلفة مثل الانساق السياسية، الاقتصادية، الثقافية. وقد كان نتيجة لاعلاء هذه القيمة ان اختلف دور الدولة فى ضبط الحياة الاجتماعية، فعلى المستوى السياسى اصبحت فكرة تداول السلطة، وحرية التعبير، واعلاء مفاهيم الديمقراطية مطلباً اساسياً وملحاً لدى كثير من جماهير دول العالم الثالث وعلى المستوى الاقتصادى بات المشروع الخاص هو اساس البناء الاقتصادى، ومحور عملية التنمية، فلم يعد القطاع العام الذى يمتلكه الشعب وتديره الدولة اساساً لعملية التنمية، بل ان حجم النشاط العام قد تقلص بدعوى افساح المجال للمشروع الخاص كى يمارس دوره المأمول. اما على المستوى الثقافى، فمازال الصراع محتدماً بين الاصالة والمعاصرة، وان كان هناك جانب كبير من الكتاب والمفكرين، عملوا على التوفيق فيما بين المفهومين. لقد اختلفت الطبيعة الاجتماعية فى مجتمعات الدول العربية، واكسبت هذه المجتمعات خصائص معبرة عن طبيعة عملية التغيير التى لحقت بها، فلم يعد نظام تعيين الخريجين فى وظائف الدولة والقطاع العام يتم بشكل منتظم يضمن استيعاب البطالة القديمة، واصبحت ظاهرة البطالة ظاهرة تعانى منها هذه المجتمعات فى كل لحظة من لحظاتها التاريخية، كما ان نوعية خريجى الجامعات باتت فى حاجة للتطوير السريع لكى يستطيع هؤلاء الخريجين التعامل بشكل مقبول مع التغيرات التكنولوجية التى شهدها عصر العولمة. امام كل هذه الظروف فان الجامعة لم تنعزل عن مجتمعها، واذا كانت الجامعة بشكل عام قد تصدت لمشكلات عديدة وحاولت ان تبذل فيها الجهد، فمازال هناك من المشكلات ما يحتاج للتصدى من قبل الجامعات باعتبار، ان الجامعة هى مشعل التنوير للمجتمع، تتأثر به وتؤثر فيه، وبقدر استجابة الجامعة لعمليات التأثر، وقدرتها على التأثير فى محيطها بقدر ما تكون الجامعة قد حققت اهدافها. نتناول فى هذا البحث: دور الجامعة فى التصدى لمشكلات المجتع فى فترات التحول الاقتصادى وتحقيق التنمية مستهديين فى ذلك بتجربة جامعة القاهرة، ثم يلى ذلك عرض لبعض المشكلات التى من المنتظر ان تتصدى لها الجامعة، ووسائل وادوات هذا التصدى.

الكلمات المفتاحية

الجامعة، إحداث التنمية، التحول الاقتصادي