قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 6, Numéro 1, Pages 145-155
2018-07-01

ضباط المكاتب العربية وكتابة تاريخ الجزائر منطقة سوق أهراس نموذجا

الكاتب : جمال ورتي .

الملخص

تتناول هذه المداخلة بالدراسة والتحليل نموذجا من المدرسة التاريخية الفرنسية التي أرَخت للجزائر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وسنركز فيها على التقنيات الإدارية التاريخية في العهد الفرنسي التي استحدثت أساليب حديثة وقهرية في مجتمع يختلف حضارة وثقافة عن أصحاب هذه العملية،وحاول عن طريقها العسكريون الذين كُلفوا بالأداء الإداري القيام بعملية تشبه إلى حد كبير عملية التلقيم (greffe)،ونتج عن هذه العملية ما يمكن أن نطلق عليه بالمفاهيم المتناولة اليوم :"صدام الحضارات" . والغريب هنا أن هذا الأسلوب الإداري التاريخي الذي سنتطرق لدراسته وتشريحه وتحليله قام به العسكريون من ضباط "المكاتب العربية"،وسنحاول تتبع أغلب المراحل الأولى للإدارة العسكرية الاستعمارية الفرنسية في بدايتها وذلك بعد التخلص تدريجيا من الإرث الإداري التقريبي العثماني ،وخلال مدة بحثنا الطويلة في هذا المجال يمكن القول أن هذا الأسلوب في التسيير العسكري الإداري قد لفت انتباهنا،خاصة وأنه تمكن من تقفي العناصر البشرية والتفاصيل القبلية والمعطيات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية وهذا اعتمادا على المذاهب التجريبية المكتسبة في أوروبا منذ ما سمي بـ:"عصر التنوير" عندهم ،وذلك ليتعرف على القبائل المكونة للمجتمع الجزائري ويديرها لجباية الضرائب ويفهم ميكانيزماتها الاجتماعية وبالتالي التمكن من السيطرة عليها وتسييرها إداريا ،ويقدم مبررا للوجود الفرنسي في الجزائر وذلك اعتمادا على الدراسات التي أعدها العسكريون من ضباط المكاتب العربية.

الكلمات المفتاحية

ضباط المكاتب العربية/المراكز الاستيطانية /التاريخ الوطني / سوق أهراس .